كرة قدم ضد العنصرية!

مساعد العصيمي

TT

أثق بأن البطولة الحالية ستضيف الكثير من الألق لكرة القدم.. فغير الشأنين التنافسي والمهاري، فهي قد اختارت المكان المناسب لكي تحضر، فالثقة بالأفريقيين قد علا صيتها وأعلنت أن كرة القدم ليست عنصرية.. وبإمكانها أن تزيل كل الحواجز بين البشر، وهنا أثني على ما قاله النجم الكاميروني صامويل إيتو حينما أشار أول من أمس إلى أنه يتمنى أن يكون في إقامة كأس العالم في جنوب أفريقيا سبيل لانتزاع العبارات العنصرية التي تطلق من خلال بعض المدرجات الأوروبية.. هنا لا ننكر أن هناك ممن لا يزال يعيش في القرون الوسطى من الناحيتين التفكيرية والتعاملية. وهناك أيضا من شطحت به نفسه لكي لا يرى للآخرين شأنا.. لكن كرة القدم كانت أقوى من أن يخترقها جاهل، فمنها ولأجلها قد تغيرت ألوان بعض لاعبي المنتخب الإنجليزي.. وبدا الآري الألماني كثير الألوان أيضا.. لتؤكد أنها عنوان التحرر من العنصرية.

من جهتنا كعرب، فقد حكى لنا التاريخ أن أسلافنا يمقتون كل ما من شأنه أن يوجد خليطا بين المدن أو القبائل.. رغم أنهم لم يعرفوا الرياضة التنافسية وليس لهم أي تاريخ تنافسي فيها، كل ما هناك تبارز بالشعر.. واستنفار للتناصر يصل حد التحارب..وفي ما بين القبائل لا يسمح بالتداخل، فلكل منها شأنه وكأنها كانت تنضوي على عنصرية.. فهم يمارسون الفروسية للتفاخر ولتحديد الأفضليات التي لا بد أن تجير لمهارة القبيلة أولا.. ولم نقرأ عن رياضات تنافسية ظاهرة.. فقط سمعنا عناوين بسيطة في التسابق كما يفعل العداءون الآن وكانوا من نوعية شيبوب وتأبط شرا.. وفي الرياضات الأخرى، كانت المسألة حياة أو موتا ومن يصرع الآخر هو البطل.. لكن ظل حب الفوز موجودا.. وحين نهلوا من الحضارة الجديدة وبما فيها من تنافس مقنن.. أخذوا بها دون عنصرية أو تعالٍ.. وإن كان حظهم فيها أقل من الآخرين من حيث الانتصار والقدرة العالية على التنافس.. لكن ظلت الرياضة متنفسا جميلا للعرب.. على أقله تشغلهم عن بعضهم من حيث إن فيها من التفريغ الإيجابي الشيء الكثير.. والأهم أنهم مارسوها دون عنصرية.. بل كانوا الأكثر حربا للعنصرية من جراء أن هناك في الغرب من ينظر إليهم بعنصرية!

كرة القدم الجميلة هي المثال الأكبر الذي يجب أن يقتدي به العالم.. فلا فوارق فيها.. ولا عنصرية.. وليس هناك كبير وآخر صغير.. بل إن هناك ميدانا يحكم وقوانينه صارمة وعادلة.. ويا كرة القدم الجميلة، شكرا لك.

[email protected]