في كأس العالم.. لا مكان لأكثر من نجم حركي

عادل عصام الدين

TT

كان رئيس نادي ريال مدريد صادقاً واقعياً منطقياً جداً عندما أكد قبل أيام أن لا مكان للنجم الفذ ميسي في صفوف ريال مدريد ما دام أن كريستيانو رونالدو أحد لاعبي الفريق الأسباني الشهير.

سنتابع نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي انطلقت في جنوب افريقيا وسنزداد قناعة أن اللعبة الأكثر شعبية في العالم هي لعبة «أدوار» ولو أردنا تطبيق نظرية «جسم الإنسان» حيث القلب والرئة والظهر والعين أو الرؤية والقدم سنتأكد أن كل لاعب في الفريق يمثل جزءا من أجزاء الجسم الإنساني ومن الصعب أن يجتمع لاعبان يؤديان نفس الدور، وقد دفع نادي ريال مدريد نفسه ثمناً غالياً عندما استقطب أسماء لامعة تعد الأبرز في عالم كرة القدم في سنوات مضت وجمع في «تشكيلة» من تشكيلات الفريق زيدان وبيكهام وروبينهو وفيغو ولم يتمكن من تحقيق النجاح لأن كل فريق لابد أن يملك قائداً حركياً واحداً أو نجماً اسطورياً واحداً على الأقل في كل خط.

عندما نجحت البرازيل عام 1970 وقدمت أفضل فريق في تاريخها لم يكن هناك إلا بيليه في حين كان كل نجم في الفريق آنذاك مكملاً لعقد اللؤلؤ.

جيرسون وجارزينو وتوستاو وكلودوالدو وايفرالدو وريفللينو وكارلوس البرتو وباتيستا.. كانوا كلهم من الأسماء الثقيلة والجديرة بالاحترام والتقدير في عالم اللعبة لكن النجم الأوحد كان هو بيليه بينما قاد الفريق رسمياً الظهير الأيمن كارلوس البرتو.

في نهائيات الأرجنتين عام 1978 كان كيمبس هو النجم الأرجنتيني الأبرز الذي قاد الفريق للبطولة. وبعدها جاء مارادونا وقاد بموهبته ودهائه وأدائه الأسطوري فريق بلاده للفوز بكأس العالم. كان مارادونا مثل بيليه النجم الأوحد، وجاء أيضاً زيدان.. الأسطوري أيضاً وقاد فرنسا للكأس.. وقبله كان الهولندي كرويف وإن لم يسعفه الحظ بنيل الكأس ولكنه أوصل فريقه والكرة الشاملة لأول مرة في تاريخ هولندا إلى المباراة النهائية. وهناك استثناءات بالطبع، والحقيقة أن منتخب ايطاليا تحديداً يعد من أكثر المنتخبات التي لم تقدم اسماً اسطورياً بل قدمت فريقاً يلعب كرة جماعية ويؤدي أداء قتالياً وبمستوى متقارب بين كل نجوم الفريق، وقد ينسحب ذلك على منتخب اسبانيا الحالي المرشح للفوز بالبطولة إلى جانب البرازيل وهولندا وانجلترا والأرجنتين.

وإذا كانت البرازيل والأرجنتين وانجلترا تعتمد على نجم واحد يتميز عن أقرانه فان فريق اسبانيا يتميز بأفضل خط وسط في تاريخ اللعبة من ناحية المقدرة الجماعية ورغم وجود الفذ تشافي إلا تميز أداء الفريق يعتمد على كفاءة وجماعية خط الوسط أكثر من الاعتماد على نجم حركي واحد.

[email protected]