طفرة قطر المونديالية..!

منيف الحربي

TT

قبل انطلاق المونديال بأي ام قليلة ومع تزايد الحديث حول احتمال حضور مانديلا حفل الافتتاح، كنت أهمس لبعض الأصدقاء بخشيتي من أن تكتمل الأسطورة بحدث حزين.. فلو ودع الدنيا رجل بحجم مانديلا في مناسبة كهذه لأصبحت ملحمة تراجيدية تروى للأجيال..!

نسيت مخاوفي الخيالية، ثم تذكرتها نهار الافتتاح والحدث الحزين المتمثل بوفاة الحفيدة يحول دون حضور رمز النضال والصبر والحكمة والتسامح، ورغم فاجعة الأسرة التي طالبت باحترام خصوصيتها فإن فاجعة العالم كانت ستصبح أكبر لو كان الفقيد هو الجد..!

الأحداث توالت.. فحفل الافتتاح البسيط ثم انقطاع البث وإصابات النجوم والمستوى العادي لمباريات البداية جعلت البعض يتعجل الحكم وينظر لبطولة كأس العالم الحالية على أنها أقل وهجا من الماضية.. والواقع أن الرؤية المنصفة لا يمكن أن تتشكل بمثل هذه السرعة، كما أن مناسبة عالمية كبرى من الخطأ مطالعتها من زاوية واحدة.. صحيح أنها الأولى التي تقام في القارة الفقيرة، لكن إيجابياتها الغنية وأهدافها أبعد من أن يتم تأطيرها بأضلاع محبطة..!

لو عدنا من الماضي القريب حينما كان ملف جنوب أفريقيا ينافس ملف المغرب إلى المستقبل الأقرب بإذن الله حيث الملف القطري المبهر، لوجدنا أن البطولة الحالية تجعلنا أكثر تفاؤلا حياله.. خصوصا أن ملف الدوحة 2022 هو ملف الخليج كله لا الدوحة وحدها.

نعم، قطر ليست بتنوع جنوب أفريقيا الجغرافي والبيئي ولا بثرائها الطبيعي وخلفيتها التاريخية، لكنها تملك من البعد الإنساني والطموح الحضاري ما يحمل آفاقا رائعة لمنطقة الخليج العربي التي ستقدمها قطر للبشرية أجمع بشكل مغاير محطمة الصورة النمطية الظالمة عن هذا الجزء من العالم والتي ربما ساهم في رسمها انعكاس النفط على أنماط من السلوك الاجتماعي الاستهلاكي، فيما تسعى قطر لرسمها بريشة الفكر والوعي والإبداع الخلاق.. ومن يدري فقد تكون كأس العالم مرحلة اجتماعية جديدة تطفئ حقبة «الطفرة» وتوقد شعلة طفرة حضارية جديدة تشرق من مونديال الدوحة وتمنح كرة القدم تعريفها العصري..!

نقطة أخرى جديرة بالانتباه، فالأنباء تحدثت قبل أسابيع عن أرباح مونديال جنوب أفريقيا التي فاقت أرباح مونديال ألمانيا بنسبة تفوق الـ50%، فكم ستصل أرباح الدوحة 2022 إذا ما عرفنا أن الأرقام تتضاعف مع التقدم الاقتصادي خلال فترات أقصر وفي مناطق أقل انتعاشا من الخليج، مع أهمية ما تحمله لغة المال بالنسبة للاتحاد الدولي ومشاريعه المستقبلية..!

قطر تستطيع بحول الله تحقيق القفزة الهائلة بما يثري عالم الساحرة ويقود المنطقة نحو طفرة مختلفة بكل المقاييس.. بالتوفيق للأحلام العنابية الكبيرة.

[email protected]