-تبرير سعدان.. غير منطقي!

مساعد العصيمي

TT

من المكابرة أن نشير إلى أن منتخب الجزائر قد حضر إلى جنوب أفريقيا كي يعد لاعبيه لمونديال البرازيل 2014.. ومن غير الجدير أن يصدر مثل هذا الحديث من قبل المدير الفني سعدان.. هو تبرير للخسارة فيه من الإسقاط الشيء الكثير على فريق لم يستطع أن يكون ذا منهجية لافتة خلال المباراة.. بل عبر عن تضعضع فني وعدم ترابط أمام منافس كنا نحسب أن فريقنا سيكون أفضل حالا منه.

ما باليد حيلة.. فمبرراتنا حاضرة.. لكن ما علينا.. فالمنطق الفني والحقيقة المهارية أكدا أن الفريق السلوفيني ليس بذلك الفريق القادر على فرض أفضليته.. هو فريق مجتهد ومنظم.. لكن، وحسب أحداث المباراة، هو معد من الناحية النفسية بشكل جيد.. وأجزم أن إشكالية الجزائر قد حضرت من خلال الجانب الأخير.. فالشاوشي يقفز كأنه لاعب مبتدئ، وغزال يمارس الأخطاء القاتلة وكأنه الذكي الوحيد القادر على خداع الآخرين.. ناهيك عن التردد النفسي الصعب من قبل كثير من اللاعبين.. وعليه.. فلن نلوم اللاعبين، لأن ما يعنينا أن يكون اللاعب جاهزا من الناحية البدنية والصحية.. أما نفسيا فمن يعلم عن ذلك؟

أعود إلى مدربنا القدير رابح سعدان، وبقدر اعتزازنا به، فإن ما أفضى به خلال المؤتمر الصحافي قد أعيانا.. من كون الفريق حديث ويتم إعداده لكأس العالم المقبلة.

وهو الذي قال في ذلك «أثبتنا اليوم أننا نملك منتخبا جيدا تنقصه الخبرة فقط، وبعد أربعة أعوام سترون منتخبا قويا». ومن جهتي لم أسمع عن منتخب يحضر إلى المونديال لكي يجعل منه محطة إعداد للمونديال الذي يليه.. وكأنه أراد أن يداري سوءة الخسارة وألمها، خاصة أنها قد حضرت من منتخب القراءات تقول إنه عصي على التأهل.. لكن بيدنا فتحنا له الآفاق!

وهنا نقول: هل ستعدم الجزائر تقديم مهرة جدد؟.. وأسأل أيضا: أليس في إمكان بلد المليون شهيد أن تجد في مستقبلها من هم في قامة ماجر وعصاد كي يزيدوا ألقها وقدرتها على التنافس؟.. وإن كنا نرى أن الحاليين مجتهدون وزاد ألمهم من جراء الضغوط الكبيرة التي لم يستطع الجهاز الفني إبعادهم عنها.

عموما الجزائر تحتاج إلى إعادة الثقة، والتأكيد على أن الكرة ما زالت في الملعب، وليس كما قال سعدان إن الصعوبة قائمة، وسط إشارة منه إلى استحالة الفوز على إنجلترا وأميركا، وهو تأكيد ترفضه مقاييس كرة القدم.. بل وتاريخها.

على الجزائريين أن يفكروا كيف يفوزون في المباراتين المقبلتين.. لا أن يتواروا ويؤمنوا بأن نصيبهم سيكون بعد أربع سنوات.. وأجزم أنهم متى ما وضعوا الإسقاطات النفسية السلبية تحت أقدامهم، وآمنوا بأن كرة القدم تعطي من يعطيها، فإنهم سيكونون قادرين على أن يكونوا الند القوي للمنتخب الإنجليزي.. لكن ببعض من ثقة، وشيء من رفع معنويات لهؤلاء اللاعبين يا سعدان!

[email protected]