حتى لا يتابع الجزائريون المونديال من المدرجات

موفق النويصر

TT

عندما كتبت في فبراير (شباط) الماضي عن تدني مستوى المنتخب الجزائري في بطولة أمم أفريقيا، احتج الكثير من الجزائريين على ما كتبت، بدعوى التحيز للمنتخب المصري، الذي فاز بالبطولة.

وعندما حاول مسؤولو الكرة في الجزائر تحميل حكم اللقاء مسؤولية الخروج الحزين في نصف نهائي البطولة، أكدنا أن هذه الأحاديث لن تخدم المنتخب الجزائري، الذي يحتاج إلى عمل طويل قبل الوصول إلى جوهانسبورغ.

أول من أمس لعب المنتخب الجزائري أولى مبارياته أمام منتخب سلوفينيا، المصنف رقم 32 بين فرق البطولة، وقدم فيها المنتخب الجزائري مستوى لا يليق باسم الكرة الجزائرية ولا تاريخها.

وحقيقة، لا أعلم كيف سيتجاوز المنتخب الجزائري، بهذا المستوى، نظيره الإنجليزي عندما يلتقيه يوم 18 يونيو (حزيران)، وهو الفريق المكتمل عناصريا، ولديه مدرب ذكي نجح في إحداث تغيير على أداء لاعبيه، ومن بعده المنتخب الأميركي يوم 23، وهو الفريق الذي يشهد أداؤه خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا، جعله يقارع جميع المنتخبات التي يلاقيها.

في مباراة سلوفينيا كان الأداء الجزائري باهتا، وهو استمرار للمستوى المتدني الذي كان عليه الفريق في أنغولا، ومن بعد ذلك في المباريات التحضيرية لكأس العالم، حيث العصبية المفرطة تغلف أداء اللاعبين، إضافة إلى أن خط هجومه لا يعرف طريق المرمى، ومدربه عجز عن إيجاد الحلول الهجومية.

من شاهد مباراة المنتخبين الإنجليزي والأميركي يدرك جيدا أن مهمة المنتخب الجزائري لن تكون سهلة، خاصة بعد أن اقتسم الفريقان نقاط مباراة افتتاح المجموعة الثالثة، وبالتالي سيبحث كل منهما بجد عن نقاط مباراته الثانية، ليضمن أحد المقاعد المتأهلة لدور الـ16، حيث لا تحتمل باقي المباريات التفريط في أي نقطة.

الملاحظ على أداء لاعبي المنتخب الجزائري أمام سلوفينيا اقتناعهم التام بإمكانية التسجيل في أي دقيقة، وهو ما تنبه له المدرب السلوفيني مبكرا، فراهن على مرور الوقت دون التسجيل فيه، فكان له ما أراد، حينما نجح لاعبوه في خطف هدف الفوز في الدقيقة 80 من عمر المباراة.

المهم في الأمر أن معلق المباراة الإنجليزي على قناة «بي بي سي» تنبه لذلك أثناء اللقاء، حينما قال إن المنتخب الجزائري إذا لم يسجل مبكرا، فسيفقد لاعبوه أعصابهم وسيحصلون على الكروت الملونة، وهو ما تم، حيث حصل ثلاثة من لاعبيه على كروت صفراء، والبطاقة الحمراء نالها مهاجمه غزال بعد تعمده لمس الكرة بيده، ناهيك عن الهدف الذي ولج مرمى الشاوشي، مما يدل على انعدام تركيزه في دقائق المباراة الأخيرة. الأكيد أن المنتخب الجزائري لم يفقد أمله في التأهل للدور الثاني (حسابيا)، ولكن عليه أولا الفوز على المنتخب الإنجليزي ومن ثم التفكير في مباراة أميركا، كما ينبغي على الخبير الكروي رابح سعدان إحداث تغيير في تكتيكه؛ فاللعب بمهاجم واحد في هكذا بطولات لن يجلب له النصر، وبخلاف ذلك سيفاجأ بمشاهدته باقي مباريات البطولة من المدرجات.

[email protected]