مشاركة جزائرية باهتة

هيا الغامدي

TT

من الطبيعي أن لا حديث يعلو في العالم على ما يجري في المونديال، ولكن من غير الطبيعي - المستوى - والأداء الذي قدمه المنتخب العربي «الوحيد» بالبطولة، الذي أثبت للمرة المليون بأنه «لا.. جديد» للعرب على المستوى «الدولي»!! فالمشاركة الجزائرية التي جاءت «من بعد غيبة».. قوامها 24 عاما، جاءت باهتة - هزيلة - صدم على أثرها الشارعان العربي و«الأفريقي» على السواء واللذان دهشا بنتيجة ومستوى لا يعكسان حجم التطلعات العربية التي أنصبت جميعها ببوتقة تشجيع «الخُضر».. ثعالب الصحراء!!

الخسارة الافتتاحية يتحملها - برأيي - سعدان.. باختيار التشكيلة التي يفترض بها أن تخدم مصالحه أمام الخصم والوصول ولو للحد الأدنى من الأهداف.

الحارس الشاوشي.. الهدف الذي ولج مرماه، والذي يفترض منه أن يركز أكثر، ويحسن - توقيت الخروج - للكرات، واللاعب المطرود.. لتعمده لمس الكرة باليد، «يا غزال.. كيف الحال» أما تدرك بأن المهمة والمسؤولية كبيرتان، ألا يستحقان مزيدا من التروي، والتعقل.. وماذا نقول؟!.. «لا تعليق»!!

مسكين.. زيدان، وهو الذي وعد بدعم أصوله.. «الجزائرية» بالمونديال بالحضور والتشجيع، و«معذور» بخروجه غاضبا من الملعب في مباراة الجزائر وسلوفينيا، «يعني بيلقاها من وين؟!» الثعالب الجزائرية.. ولا الديوك الفرنسية؟؟ فكلاهما، «في الهوا سواء..» الله يرحم أيامك يا «زيزو»، ففرنسيا.. المنتخب لا يحظى بالكثير من التعاطف والثقة، خصوصا أن «دومينيك» غير.. محبوب على الأكثر هناك!!

مع الأمنيات بأن يتخطى «سعدان» كبوة البداية، ويحفظ ماء الوجه «الكروي» العربي، بنتائج معقولة، مع يقيننا المطلق بأن المهمة ستكون صعبة أمام «الإنجليز»، خصوصا أن «كبرياءهم.. مجروح» ومثخن بالتعب من جراء - التعادل - مع الأميركيين!!.. يا لغرور «الإنجليز»، ويا لطول لسان - سلطتهم الرابعة - مسكين.. كابيللو، أمامه صحافة.. لا ترحم، وجمهور.. لا يغفر، وتاريخ.. لا ينسى، والباقي.. يأتي تباعا!! فليس الحظ الأسود..«وحده» الذي لم يكن «غرين» على الإنجليز، ولكن أشياء أخرى بالطبع يعرفها.. «كابيللو»؟!

كم أشعر بالأسى و«الحرقة» ومنتخبنا خارج «القائمة» المشاركة بالحدث، الشعور بالمرارة ليس لعدم المشاركة فحسب، فالمشاركة بكأس العالم ليست «إرثا» يورث، ولكنها «استحقاق» وأحقية وجدارة والتزام، وشعور بالمسؤولية، إعداد واستعداد، الشعور - بالأسى - يتعاظم وأنت تشاهد فرقا أقل، الشعور يتعاظم بالحزن ونحن لا نزال نتعايش مع ذات الفكر الكروي العربي «العتيق»، سنون تمر ولا شيء مستجد، الأدوار اللاحقة تخلو من الأسماء العربية، المنتخبات العربية - طموحها - يرتكز إما على المشاركة، أو الصعود للدور التالي «فقط.. لا غير»!!

أتساؤل هل هو إيمان منا كفكر «عربي» متقوقع.. «بحدود» معينة لكرتنا العربية، لا يجب أن تتعداه لما هو أعلى؟! أم أنها - الفوارق الطبقية - بين منتخبات العالم، كمستوى تصنيف، تاريخ ونتائج، بورصة وأسماء؟! ولكن هل الكرة تعترف بالفوارق.. أجيبوني؟!