مونديال العجائب؟

فيصل أبو اثنين

TT

عندما يغيب الأمن عن المونديال ويصبح الجميع تحت رحمة الحراس والشرطة، وألا تخرج بمفردك وبعيدا عن الجماعة، فإنك تصبح ضحية للمجرمين واللصوص وقطاع الطرق كما حدث مع عدد من الصحافيين والمصورين، الذين فقدوا كل أجهزتهم وأموالهم. كما أن البعض من المنتخبات قد اشتكى من السرقات المتفرقة لمقتنياتهم وأغراضهم، مما جعل الجميع تحت ضغط نفسي رهيب، قد يكون أحد الأسباب الرئيسية في عدم ظهور المستوى الفني المعروف عن الكثير من المنتخبات.

قرار الفيفا بتجربة الكرة الجديدة في المونديال تعدٍ صارخ على المتعة الكروية في المونديال، لأن الجميع لم يعتد اللعب بها من قبل، لأنها أخف وزنا بكثير من الكرة السابقة، وتحتاج لوقت كافٍ حتى يعتادها اللاعبون، فلو تلاحظون فقدان الكثير من الكرات بسهولة وباستغراب شديد، كما أن الحراس يرتبكون مع كل هجمة أو تسديدة، وقد وقع منهم أخطاء بدائية تسببت في أهداف غير متوقعة جعلتهم تحت سياط النقد القاسي في وسائل الإعلام المختلفة.

قبل سقوط الممثل العربي الوحيد في المونديال بخسارة مفاجئة وغير متوقعة، عطفا على الفارق الفني بينهم، إلا أن البعض من لاعبي الجزائر قد سقطوا سلوكيا بهذا المظهر المقزز من القصات الغريبة والألوان الصارخة، التي لا تمثل الثقافة الجزائرية والعربية والإسلامية وكانت محل استهجان واستغراب من الجميع، كما أن التوقيت السيئ الذي ظهروا فيه لم يكن مناسبا إطلاقا في وقت كنا ننتظر منهم اعتزازهم بعروبتهم ودينهم في هذا المحفل العالمي.

من يشاهد المنتخب النيوزيلندي الضعيف وهو يشارك في هذه التظاهرة العالمية، يتحسر على الكم الكبير من المبالغ المصروفة على غالبية المنتخبات الخليجية والعربية من دون نتائج تذكر، وتدعو الحاجة الماسة إلى المطالبة بتغيير الفكر الإداري الذي عطل الكثير من المنجزات الوطنية المختلفة من دون استثناء.

من يشاهد التغطية المميزة والفريدة والرائعة من القناة الرائدة «الجزيرة الرياضية» والتنوع المثالي من المذيعين والمقدمين والمحللين البارزين على المستوى العالمي والاحترام الجم للمشاهدين، يشعر بالفخر والاعتزاز بهذه القناة الخليجية. وعندما يشاهد بعض البرامج المحسوبة علينا مجازا وفيها من التركيز على مفاتن وملامح وملابس النساء والكلام السخيف والبحث عن جيوب المشاهدين، يشعر بالأسى والأسف بالاستخفاف بعقول المشاهدين كافة.

للفائدة

يقول أحد الحكماء: «من استخف بالعلماء أضاع دينه.. ومن استخف بأولي الأمر أضاع دنياه.. ومن استخف بالإخوان أضاع مروءته».