مونديال البضاعة الرخيصة!

مساعد العصيمي

TT

لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، فيبدو أن أجواء المونديال.. المتشبعة تحذيرات وتهديدات.. قد انعكست سلبا على العطاء، وبعدها على مثالية من نحسبهم الخبراء.. ليكون الإمتاع الكروي مجرد ذكرى نسترجعها من مونديالات سابقة.. لكن يجب علينا أن نتفاءل بأن يكون في ما تبقى من جولات عودة إلى الإجادة.. نشير إلى ذلك وسحابة قلق تظلل المونديال.. بأن لا عطاء عالي القيمة يرتجى.. ولا إثارة ستحضر! حتى لو عادت البرازيل إلى بعض حالها بثلاثية، وارتقت البرتغال بسباعية!

أما الأجواء التنافسية ووقعها الكبير.. فلا أحد ينكر مثل ذلك وكيف أن جنوب أفريقيا تعيش صخبا وتفاعلا.. لكن هل كل هذا التفاعل يصب في خانة الإيجاب؟.. الواقع يقول.. لا.. فمستوى التحذيرات الأمنية المقلقة قد بلغ شأنا من التوتر جعل أبرز عناوينه اعتداءات وتصادمات وسرقات.. وتهديدات.. ويبدو أن الوضع المتوتر قد انعكس على فرق كنا نحسبها على كثير من الرزانة.. حين اتضح أنها قد انغمست في الشأن المتوتر هناك.. حتى باتت تعبر عن واقع بعض العالم الثالث وتحديدا من نوعية تنتمي إليه لا تجد حرجا أثناء أي مناسبة كروية حتى لو كان كأس العالم، لتمارس الإقصاء والطرد والاحتجاج، والتهديد.. وما حكاية فرنسا وإنجلترا إلا دليل على تضعضع العمل وضعف المردود النفسي.. فمن يتخيل الفرنسيين بهذه الحال المعنوية المتردية التي تفضي إلى احتجاج وتعبر عن منطق جاهل لتكون شبيهة بأولئك الذين وضعوا كل القرارات الكروية بيد شخص واحد.. قادر على طرد اللاعبين وإقصاء المدربين أثناء المباريات أو حتى بعدها مباشرة؟.. إنجلترا في الشأن نفسه.. وإن كانت قادرة على العودة النتائجية.. لكن يبدو أنها كفرنسا قد انتقلت إليها الجينات التي ترفض الهزيمة والتسامح.. والإيثار.. ونحن بدورنا ننتظر آخرين على منوالهما.. ولا يمنع أن يكونوا قادمين من أوروبا المتقدمة المتحضرة.. قد يكون ألمانيا.. وقد يكون إيطاليا.. المهم أن يكون هناك انفلات واحتجاج.. وزوابع واستقالات في الملعب! بل وخروج عن المعنى الحقيقي لكرة القدم.. من يعلم؟ فكأس العالم الحالية أصبحت مكانا خصبا لتبدّل أولئك الذين كانوا يعبرون عن المثالية والقدرة على ضبط النفس حتى في أحلك الأوقات.. ولا عزاء لنا.. نحن الذين عرفنا أن انقساماتنا وانفعالاتنا لا تحضر إلا خلال الحدث الذي شقينا وتعبنا لأجله!

خلاصة القول أن إرهاصات كأس العالم الحالية باتت مقلقة ولا تعبر عن أجواء كروية كنّا نحلم بها. كما هي تلك التي كانت في ألمانيا قبل أربع سنوات.. لكن هو واقع.. علينا أن نتحمله.. لأننا مفتونون بهذه الساحرة.. فمهما كانت المعطيات سنتحملها ونتابع أحداثها..

ويا كرة القدم الجميلة الممتعة أنقذينا من عبث الخاسرين.. وتردي المنظمين.

[email protected]