مونديال المفاجآت.. ماذا بعد؟!

هيا الغامدي

TT

أجمل ما في المونديال هذا العام، الغرابة، روح التحدي، والمفاجآت، التي لا تزال تتوالى حتى الآن، لتصب إما بقالب الفوز، أو التعادل الذي هو بطعم الفوز!!.. فالأسماك الكبيرة، لا تزال في حالة سبات عميق عن التهام الأسماك الصغيرة، و«العبث».. سيد الموقف بمياه المونديال كرويا!

عربيا.. «جزائريا» وهو الأهم، أبناء رابح سعدان، لا يزالون محافظين على رتم الصمود والبقاء والتحدي بوجه الرياح المواجهة بمجموعة ليست بالهينة على الإطلاق، لكن ما يعزز التفاؤل بغد أفضل الأداء الحيوي.. «الديناميكي» أمام عجرفة كرات الإنجليز، وموجات الخطورة التي تكسرت عند أقدام صخرة الحراسة البديلة مبولحي الذي ألغى خطورة كرات.. كراوتش، وجيرارد، وروني!! فسوء حظ كابيللو أوقعه بهذه التشكيلة - غير المطمئنة - على الإطلاق، لا على مستوى العناصر، ولا العقليات، الحال نفسه ينطبق على الصحافة والجمهور الذي «فلت عيار» أحد عناصره ليقتحم غرفة اللاعبين بحثا عن «قضاء الحاجة» أعزكم الله.. يا إلهي!! هكذا النقد الإنجليزي لاذع حد «الحضيض».. يا ستار، ويا أمان الخائفين!!! عموما فريقنا العربي باستطاعته دخول التاريخ من الباب - الرئيسي - متى ما تجاوز أميركا وصعد للدور الثاني، فتلك المعنويات «الإيجابية» التي تولدت من بعد لقاء إنجلترا سلاح ذو حدين متى ما استخدم بشكل صحيح وانعكس على الأداء بالملعب أمام الأميركيين، وإن كنت أخشى العكس، متى ما حول أبناء الجزائر الساحة الكروية لساحة «إسقاط» أخرى، وحوار آخر لا يمت للرياضة بصلة! وفي الحقيقة كنت قد قرأت الأيام القليلة الماضية تصريحات عدة لجزائريين يخلطون بين الكرة.. والسياسة، والملعب.. والاقتصاد!!؟ والأكثر أن كثيرا من الجزائريين مصرون على تجاوز القوى العظمى كرويا، خصوصا بالتوقيت الذي يحظى فيه العرب بمعارك خاسرة ولا طائل لها على أصعدة عدة أمام القوى العظمى بالعالم.. كم أتمنى أن يشفي الجزائريون غليلنا كعرب بمشاركة «مجدية» وموفقة هذه المرة، وأن تسهل كرة «جابولاني» مهمة «الخضر» أمام العناصر الكروية لشعب أوباما ويصعد الفريق العربي الوحيد للدور التالي بمونديال حرية «أفريقيا».

أوروبيا.. يبدو أن «النحس» ملازم كل ما هو «أزرق» بمونديال الأفريقي، ابتداء بالديك الفرنسي الذي كف عن الصياح والكلام المباح واتجه للعراك والسباب والمواجهات العنيفة داخل المنتخب الفرنسي الكروي، وبخاصة تلك التي بين المدرب «غير المقنع» دومينيك... وأنيلكا، أو التي بين ايفرا.. ومدرب اللياقة، والأنباء تتصاعد أبخرتها لتصل لحيز البلاط الرئاسي الفرنسي وإلى حيث يستقر الزعيم نيكولا ساركوزي.. يا ساتر، باعتقادي أن ذكاء الفرنسيين المجروح في كبريائه هو من فجر الطاقات العصبية لديهم لتحويل الأنظار إليهم ولو - سلبيا - بهذا المونديال!!؟

الآزوري، لا يزال يعايش حالة المزاج المنخفض بالمستوى والأداء والنتائج الهزيلة، وبالذات بعد فقدان كثير من العناصر المميزة بالإصابة، آخرها مع «بوفون»، بتعادلين «يسدان النفس».. أمام باراغواي، ونيوزيلندا، و«ليبي» لا يزال يؤكد مكابرة على صعود إيطاليا للدور الثاني، ولو «بتعادل ثالث»!! قاتل الله الغرور كم أمقته!! وبالذات ذلك الذي يملأ أفق العجوز ليبي، وبالذات، وأن كل المؤشرات - المبدئية - تنبأ عن حظوظ أقوى لأميركا اللاتينية، في ظل الحضور القوي للبرازيل، وتألق الأرجنتين، وعناد المكسيك، واجتهاد الباراغواي والأوروغواي.. فلمن سيرمي ليبي بكأس استحقاقه السابق؟!

[email protected]