سطوة النجوم.. هل ستقتل كأس العالم؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

سألت نفسي.. ماذا لو أصر لاعبو فرنسا على عدم التدريب وبلغ الأمر إلى الانسحاب من مواجهة جنوب أفريقيا التي جرت أمس؟!

هناك في فرنسا تختلف الأمور عن بلاد أخرى وأعني بالطبع البلاد العربية.. ما الأسباب التي دعت اللاعبين إلى هذه الفعلة.. كانوا يتصرفون بحماقة لأنهم أخطأوا في قراراهم.. هم لا يعاقبون مدربهم بقدر ما يعاقبون منتخب بلادهم وسمعته العريقة على مستوى العالم وليس على أوروبا فقط..؟!

في الأيام الثلاثة الماضية سألت نفسي أكثر.. لماذا لا نرى المزيد من العطاء والتألق والروح من لاعبين عريقين أمثال دروغبا وصامويل إيتو وميسي ورونالدو والعشرات من النجوم الذين شاهدناهم في المستطيل المونديالي الأخضر طيلة منافسات الجولتين الأولى والثانية في كأس العالم الحالية..؟!

يا ترى هل باتت الأندية العالمية هي المسيطر على روح اللاعبين.. نعم أظن ذلك صحيحا فالنادي يدفع مئات الملايين من الدولارات على لاعبيه لكن المنتخب أيا كان هذا المنتخب لا يفعل بل إنه لا يدفع ربع ما تدفعه تلك الأندية.. ولكن؟!

نعم كان يجب أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد.. الدفاع عن ألوان المنتخب يجب أن يكون هو قمة الروح وقمة العطاء وقمة التألق!!

كان الكاميروني روجيه ميلا أشهر أفريقي عرفه العالم في تاريخ المونديال يحاكي ذات الفكرة التي أطرحها الآن وهي لماذا تغيب روح ايتو حينما يرتدي شعار بلاده لكن روحه تقطر دما وهو يدافع عن ألوان برشلونة الإسباني!

استرجعت في لحظات مضت قرار مدرب السعودية بيسيرو استبعاد محمد نور ومحمد الشلهوب عن قائمة الاخضر لأنهما لا يقدمان ذات العطاء في فريقهما عندما يرتديان شعار منتخب بلادهما.. وقتها كنت أشد المنتقدين لفكرته وما زلت لأني مؤمن بان اللاعبين عاشا لحظة ضعف في الأداء لكنهما الآن أفضل ولا يجب أن يقيس المدرب على ذلك؟!

أعود وأقول ما تطرحه الصحافة الفرنسية هذه الأيام من آراء بعض السياسيين والمنتمين لبعض الأحزاب في البلاد يمنحنا المزيد من الأفكار التي تكشف ربما المزيد من الأسباب التي دعت اللاعبين إلى رفض التدريب!!

ليست الصحافة الفرنسية فقط هي من فعلت ذلك بل نظيرتها الإنجليزية ذهبت إلى ذات الطريق وعنفت نجومها الكبار كثيرا وذلك عندما وصفتهم بأنهم باتوا يملكون المال فقط دون أداء وروح قتالية!!

كأس العالم الحالية ربما في رأيي تعيد صياغة الكثير من الأمور في تعامل الاتحادات الوطنية في كل القارات مع نجومها لا سيما الكبار منهم.. سطوة الأندية وتخريب اللاعبين بالمزيد من المال بات في رأيي هاجسا يقلق حتى مسؤولي الفيفا..!

كان طبيعيا في رأيي أن يجهش لاعبو فرنسا بالبكاء بعد تأنيب وزيرة الرياضة روزلين باشلو.. إنه تأنيب الضمير يا ايفرا ومالودا وأبيدال!

[email protected]