أيها الجزائريون.. اهدأوا كي تفوزوا!

مساعد العصيمي

TT

ليست مهمة سهلة.. لكنها متاحة!... هذا باختصار العنوان الأسهل للتوجه الجزائري في لقائه اليوم أمام نظيره الأميركي.. وإن بدأ بعضنا يردد أن فوز الخضر بات أمرا يسيرا فأحسب أنه يغالط الحقيقة ويرفض الواجبات.. بل هو يبث «أكسيد التخدير».. في منافسة من أولوياتها التثبت واحترام المنافس.. ومن ثم الثقة بالقدرات.

لن أتفلسف ولن أنحو إلى نظريات يصعب فهمها.. لكن الأكيد أن فوز الخضر يهمنا جميعا.. ولأنهم منّا ونحن منهم.. فأحسب أننا نعرف مكمن الخلل الذي كثيرا ما أعياهم.. هو خلل يأخذ بتلابيب كثير من لاعبيهم حتى يجعلهم لقمة سائغة.. لأكون أكثر تحديدا فالجانب النفسي لدى اللاعب الجزائري هو المحرك الرئيس لنتائجه وحينما فقد ذلك أمام السلوفاك تردت نتيجته.. والأمر مشهود عليه ومثبت حتى في البطولة الأفريقية الأخيرة.. إذن فالعامل النفسي هو من أهم عوامل الارتقاء الأدائي الجزائري.. فالسيطرة على النفس واحترام المنافس وتقبل قرارات الحكم مطلوبة وبقوة في لقاء اليوم وعلى كل لاعب جزائري أن يوطن نفسه على ذلك.

لأكن أكثر وضوحا.. فمن صفات المنتخب الأميركي الهدوء والروية حتى فيما يخص تعاملهم مع المنافسين وشاهدنا ذلك خلال لقاءين سابقين.. هم لم يكونوا بمستوى الإنجليز لكن ثباتهم النفسي ولياقتهم البدنية العالية أعادتهم إلى المباراة ووفق عطاء جذاب، الأمر نفسه مع سلوفينيا.. ولو لم يخطئ الحكم لكان النصر حليفهم حتى وإن تأخروا بهدفين نظيفين.. هذا فيما يخص المنافس.. ولأن للجزائر القدرة واللياقة.. ناهيك عن إمكانات اللعب الجماعي اللافت الذي تجلى بوضوح أمام الإنجليز.. فحري أن ينطلق ذلك من روية وتركيز عاليين.. ومتى ما حدث ذلك هنا سننتظر الأفضلية الفنية.. وإن كنّا نثق بشيخنا السبعيني وبقدراته على خلط أوراق المنافس.. فقط على اللاعبين أن يعينوه بالابتعاد عن الشحناء والبطاقات الملونة التي أكاد أجزم أنها هي من أضر بالجزائر كثيرا عبر مشواره المونديالي والأفريقي!

قد يقول قائل إن ذلك من باب التنظير.. الذي لا يتفق قليلا أو كثيرا مع التنافس الحامي.. لكن أقيس على عطاء المتزنين وتاريخ الخضر التنافسي.. ولتقرأوا سبب خسائره التي حدثت.. أجزم أنها قد حدث من جراء نزق قلة من اللاعبين.. لم يحسنوا العمل والتعامل ليدفعوا فريقهم إلى النقص والخسارة.

ليس صعبا أن تحقق الجزائر التأهل، فغير النفسية، أميركا ليست البرازيل ولا الأرجنتين.. لكنه فريق مجتهد منضبط لا يخسر جهود لاعبيه بسهوله.. وعليه يجب أن نكون مثلهم من خلال هذه الصفات.. ولنترك الفوارق المهارية والفنية تحدد النتيجة.

[email protected]