هل بدأت كأس العالم!!

فيصل أبو اثنين

TT

ينتظر عشاق كرة القدم كأس العالم بفارغ الصبر كل أربع سنوات لأنها قمة المتعة والإثارة والحماس وتشاهد فيها جميع الأساليب والطرق وآخر ما توصلت له الإبداعات والاكتشافات الحديثة في عالم كرة القدم من الناحية المهارية والإدارية والتدريبية والإعلامية والتسويقية والتنظيمية، فالعالم أصبح قرية صغيرة يتأثر بكل المتغيرات التي تحدث في كل أرجائه ومنها كرة القدم وعالمها المتغير والمتطور. فالجميع يترقب تلك البطولة بشغف كبير ليستفيد ويتعلم، ولكنهم صدموا من بطولة باهتة من الناحية الفنية والمهارية والتدريبية وسقوط منتخبات عريقة لها وزنها وثقلها في عالم كرة القدم بل هي مدارس مستقلة تعلم الناس مبادئ كرة القدم في الشرق والغرب ولها محبوها ومتابعوها، فالكرة الإيطالية أبطال كأس العالم الأخيرة والمدرسة الدفاعية الأبرز في العالم خرجت بشكل متواضع لا يرتقي لمستوى بطل للعالم، كما أن المنتخب الفرنسي خرج بشكل متواضع وبفضائح كارثيه فنية وسلوكية جعلته أكثر المنتخبات نقدا وقدحا من الجميع، كما أن المنتخب الإنجليزي العريق وأحد المرشحين للبطولة والذي يملك أفضل دوري كرة قدم في العالم ظهر بمظهر ضعيف لا يرتقي للسمعة والمكانة التي كان الجميع يترقبها ويتوقعها من نجومه البارزين، كما أن تذبب مستويات الفرق كافة وهبوط المستوى الفني بشكل عام وانعدام المتعة والقوة والإثارة في مباريات كأس العالم يجعلنا نتساءل هل بدأت كأس العالم؟؟ فالمباريات كأنها مباريات ودية وبعض الفرق ما زال متمسكا بلاعبين أكل الدهر عليهم وشرب ولم يعد لديهم جديد وكأن بلدانهم نضبت من تفريخ النجوم كما أن الغالبية من المدربين لم يكونوا في مستوى الحدث بل كانوا من أحد الأسباب المهمة في ظهور البطولة بشكل باهت فالأرجنتين تملك عناصر فريدة ولكنها لا تملك مدربا!! كما أن الفرنسيين يشتكون منذ سنوات من مدربهم حتى سقطوا سقوطا مدويا، ويتأرجح المدرب الإيطالي كابيلو بين الإقالة والاستقالة أما كوت ديفوار فقد قضت على آمالها بالمدرب المنتهي الصلاحية اريكسون!!

فالبطولة خالية حتى الآن من الأدوات المهمة لنجاح أي بطولة وهي القوة والإثارة والمتعة وحلت بدلا منها الأجسام العريضة والأطوال المخيفة والمواهب المصنوعة؟؟ فلا نجوم بارزون ولا مواهب واعدة ولا مدربون مهرة فالموهبة غائبة عن كأس العالم إلا من رحم ربي، ولكنها على النقيض نجحت نجاحا باهرا من الناحية التسويقية والتنظيمية والإعلامية والنقل التلفزيوني والتحليلي وهذا كله ليس له علاقة بكرة القدم ومواهبها؟

بالزاجل

يمتلك المنتخب الأرجنتيني مهاجمين من فئة الكبار ويعتبرون من أفضل المهاجمين في العالم ولكن توظيفهم داخل الملعب سيقضي على آمال منتخب بلادهم كما أن خط الدفاع على النقيض تماما من الهجوم وزاد ذلك وجود مدرب كان أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم ولكنه الآن من أسوأ المدربين في العالم.

* ربما تكون الخسارة التي تفاجأ بها المنتخب الإسباني في البداية هي لقاح البطولة.