خيول دومينيك..!

منيف الحربي

TT

بين يدين ملطختين بالأخطاء (لا الخطيئة) امتد مشوار المنتخب الفرنسي في كأس العالم منذ إعلان تأهله المخجل حتى دوي خروجه المهين.. كانت اليد الأولى هي يد النجم تيري هنري التي عدلت الكرة قبل تمريرها لوليام غالاس صاحب الهدف الوحيد ضد أيرلندا في إياب الملحق الأوروبي، وعلى أثرها طار الديوك نحو جنوب أفريقيا..!!

أما اليد الثانية فكانت يد المدرب التعيس ريمون دومينيك حينما رفض مدها لمصافحة البرازيلي كارلوس ألبرتو عقب فوز منتخب الأولاد وتذيل رفاق هنري مجموعتهم العادية..!

فرنسا التي تأهلت من الباب الضيق ودعت من الممر الواسع بمستويات هزيلة ومشكلات متفاقمة وأخلاق متواضعة لا تعكس سمعة بلد النور ولا أدبيات واحترافية اللعبة ولا تاريخ الفريق العريق، وإذا كانت جماهير الكرة في كل مكان تحس بالذهول أمام ما قدمه خلفاء زيدان، فإن الجمهور الفرنسي يحس بالعار لأن الأحداث التي رافقت المباريات الثلاث قدمت معاناتهم بالبعد الثلاثي تحت أنظار المعمورة!!

حينما شاهدت باريرا يجذب دومينيك من ظهر بدلته ليصافحه فيما الأخير يمتنع بإصرار غريب، تذكرت قول أبو الطيب المتنبي «لا خيل عندك تهديها ولا مالُ.. فليسعد النطق إن لم تسعد الحال».. غير أن دومينيك بلا خيول ولا مال ولا حال، ولا حتى شخصية تدريبية، وربما لن يجد من يحامي عنه سوى والدته الثمانينية التي صرحت لوسائل الإعلام بأنها ترغب في مقابلة أنيلكا لتشرح له إحساس الأم حينما يشتم ابنها..!

لا أدري أيهما أكثر تلطخا بالعار، يد هنري أم يد مدربه، لكن أزمة المنتخب الفرنسي هذه المرة تجاوزت الميدان لتثير أزمة حقيقية داخل دوائر المجتمع الفرنسي بتركيبته وثقافته، وهي صورة توضح بجلاء التأثير الفعلي لكرة القدم وتماسها بشكل عميق مع تشكيلات وحضارة المجتمعات، وأن الرياضة باتت قراءة أخرى لقضايا الشعوب وأحلامها.

ترى.. هل تشير يدا هنري ودومينيك إلى شيء ما في فضاء الكرة المطمور بالماديات؟ أم أن السؤال جزء من هواجس أفلاطونية لا موقع لها من الإعراب في عالم الاحتراف، وأن ما حصل للديوك هو مجرد تداعيات أخطاء فنية لم تفاجئ خبراء الكرة الذين تابعوا الفريق مبكرا وتنبأوا بانهياره؟!!