لا جديد.. يا عرب!

عبد العزيز الغيامة

TT

قبل بدء مباريات المونديال قلت هنا إنه بإمكان منتخب الجزائر أن يبلغ المرحلة الثانية من البطولة إذا نجح في قراءة منتخبات مجموعته الثالثة، لكنه للأسف لم يفعل، إذ سقط أمام سلوفينيا، ليعود ندا أمام الإنجليز، ثم يخرج خاسرا وباستحقاق أمام المنتخب الأميركي!

نعم لست مع المعلق الجزائري حفيظ دراجي حينما أكد أن لاعبي الجزائر كانوا أبطالا أمام الأميركان لإيماني بان منتخب الأخير ليس بذاك الخطير أو المخيف، لكنه نجح في تحقيق ما يريده بالهدف القاتل الذي سجل في مباراة الأمس!!

من تابع مباراة الجزائر وأميركا أمس كان سيلاحظ مسلسل الفرص الضائعة التي تسابق لاعبو الولايات المتحدة على إهدارها أمام مرمى محاربي الصحراء، في حين أنني لم أكن أنتظر أي هدف جزائري في أي لحظة من لحظات المواجهة على اعتبار أن المنتخب العربي كان ينقصه هداف وقناص في المنطقة المحرمة وهو اللاعب الذي يبدو أنه لم يكن حاضرا في تشكيلة الأشقاء!!

أستطيع القول إنه كان بالإمكان أفضل مما كان بالنسبة للجزائر في هذا المونديال، وكما قلت هنا في هذه الزاوية قبل انطلاق كأس العالم إن نقطة أمام الانجليز وفوزين أمام المنتخبين السلوفيني والأميركي أو تعادلا مع أي منهما سيدفع بالأشقاء إلى ثمن النهائي، لكن الأمنيات دائما ما تكون مختلفة عن الواقع للأسف!!

بصراحة أتذكر هنا حينما استضافت «الشرق الأوسط» قبل أيام الزميلة الناقدة والروائية بدرية البشر، التي أكدت في حوارها المونديالي أنها تتمنى خروج الجزائر سريعا حتى تستمتع بالمونديال من دون أن يكون للعاطفة حضورها. وأنا هنا لست مثلها في الأماني، لكنني أريد منتخبا عربيا يدخل سباق المونديال مرشحا لا مجرد مشاركا وطموحاته لا تتجاوز الدور الأول أو حتى دور الـ16.

يا الله.. متى نخرج من رداء المشاركات العربية المحزنة في هذا المحفل الكوني؟.. متى تدخل المنتخبات العربية هذه المونديال وهي مؤمنة بأنها ستكون حاضرة في ربع النهائي أو نصفه أو حتى الفوز به؟.. مللنا الوعود بالعمل، ومللنا التصريحات التي لطالما انكشفت بعد أول منافسات حاسمة تجرى لمنتخباتنا العربية..!

الآن ربما أدرك لماذا بعض المنتخبات العربية تتنافس على الاشتراك في البطولات الإقليمية مثل الخليج والعرب.. أنها تبحث عن لقب بطل حتى لو كان على حساب الضعفاء والمتواضعين كرويا!!

وأنا أشاهد انضباطية منتخب كوريا الجنوبية ونظيره الياباني.. كنت أعجب من احترافيتهما وعمل اتحاديهما، وفي الوقت ذاته كنت أتمنى أن نصل إلى ما وصلا إليه.. ليس الأمر متعلقا بالمنتخب السعودي أو حتى الجزائري، بل يمتد إلى كل المنتخبات العربية. أعتقد أننا بحاجة شديدة لتغيير كل شيء حتى يمكن لنا أن نفكر يوما في بلوغ نصف نهائي المونديال!

قبل الختام.. متى ننسى تصريحات منتخباتنا العربية وهي تخرج كعادتها من الدور الأول بأنها خرجت بشرف، وأنها رفعت لواء العرب في المونديال؟!

[email protected]