الهروب من «البطل التقليدي»!

عادل عصام الدين

TT

لم تستطع ألمانيا تفادي المواجهة الأوروبية «التقليدية» مع إنجلترا، ومع أن الفريق الإنجليزي لم يكن في أفضل حالاته في هذه البطولة، ومع أن الفريق الأميركي ظهر بمستوى أفضل من نظيره الإنجليزي، خاصة في اللقاء الحاسم أمام الجزائر، الذي انتهى بهدف في الوقت بدل الضائع، وفي نهاية «دراماتيكية»، إلا أن واقع كرة القدم يقول شيئا آخر، وطبيعة اللعبة تعبر عن معادلة أخرى. مباراة ألمانيا وإنجلترا في دور الـ16.. غير، وهي إحدى المباريات العالمية «الثنائية» ذات الجاذبية العالية، بغض النظر عن مستوى أحد الفريقين قبل المباراة.

أوروبيا.. مباراة ألمانيا وإنجلترا.. أو إنجلترا وفرنسا.. أو ألمانيا وإيطاليا.. لا تختلف عن مباراة البرازيل والأرجنتين من ناحية الوزن والجاذبية ومساحة الاهتمام، ففي مثل هذه المباريات التقليدية ينتفض صاحب المستوى الباهت أو الضعيف ليقدم كل ما عنده، مستحضرا العامل النفسي لتعويض التراجع الفني.

كانت مباراة ألمانيا وغانا.. أجمل مباريات الدور التمهيدي في نظري حتى الآن، وأؤيد شخصيا الآراء التي قالت إن مباريات كأس العالم هذا العام أقل مستوى من البطولات السابقة.

من الطبيعي أن يكون «دور الـ32» ضعيفا، يفتقد للتكافؤ والندية؛ لأن ثمة فوارق كبيرة في المستويات، لكن مباريات هذا العام كانت بالفعل أقل إثارة وجاذبية، باستثناء مباريات تعد على أصابع اليد الواحدة.. كانت من بينها مباراة ألمانيا وغانا، وسبقتها مباراة المكسيك وأوروغواي.

وهي إحدى الحالات النادرة في مثل هذه البطولات، حيث كانت الأفضلية لصاحب المركز الثاني، وليس الأول، ذلك أن حصول منتخب غانا على المركز الثاني كان أفضل بكثير من حصوله على المركز الأول؛ لأننا لا بد أن نعترف أن إنجلترا أصعب من أميركا، بغض النظر عن المستوى الإنجليزي الباهت وتفوق أميركا وحصولها على المركز الأول بعد نهاية مثيرة جدا.

خسرت غانا، وحققت أمنية غالية بمواجهة الفريق الأميركي، وكسبت ألمانيا ولسان حالها يقول: أميركا أسهل بكل تأكيد.

إنه الهروب من أي بطل تقليدي.. وعندما يتقابل بطلان تقليديان يصنعان مواجهة ثنائية تحمل الكثير من الإثارة والمتعة والجاذبية. ظهر الفريق الإنجليزي أقل من نظيره الأميركي، ومع ذلك سيكون الفريق الإنجليزي مختلفا جدا جدا في مواجهة ألمانيا المرتقبة. أما الفريق الغاني، الذي أكد أنه أفضل فرق أفريقيا في هذه البطولة، فسيكون مختلفا أمام الفريق الأميركي، بل أتوقع تجاوزه لمنافسه وانتقاله إلى دور الـ8. وأختم بالقول: كلما التقت ألمانيا بإنجلترا يستعيد المرء ذكريات «ويمبلي 66»... ومن ينسى عمالقة النهائي الشهير بكنباور وبوبي تشارلتون وبوبي مور وهيرست وبانكس وزيللر وجاكي تشارلتون؟!

[email protected]