الـ (16).. أقصى طموح عربي!

هيا الغامدي

TT

من المحزن أن تخرج الجزائر أمام أميركا بالوقت بدل الضائع بعد صمود دام طيلة شوطي المباراة، والمحزن أكثر أن كل السيناريوهات المحتملة عدا الفوز كانت تنبئ بالخروج لا محالة، جميعنا ندرك ما قدمه المنتخب الجزائري من مستوى لافت أمام الكرتين الإنجليزية والأميركية، والكل تحسر على الخسارة الأولى أمام سلوفينيا وأولهم سعدان الذي واصل العقم الهجومي لمنتخب بلاده بإكماله بأداء ذي نهج دفاعي وتحفظ، خاصة أنه واجه لا محالة خطر الخروج كحقيقة ثابتة في ظل سوء النتائج، لا أعلم لماذا لم يغامر ويقامر باللعب مهاجما بأكبر عدد؟! أدرك بأن «لو» مكانها انتهى الآن!! فما يمكن أن يلام عليه فضلا عن الجبن الهجومي، التصدير السلبي للمعنويات، أعني المعنويات المنخفضة التي ذاع صيتها من وراء عقلية تحرك الأوراق بالملعب بعيدا عن الثقة بالذات وإن كنت لألومه عليها.. يقول: لنكن صريحين فنحن نعرف إمكانياتنا مقارنة بمنتخبات المجموعة، يا الله ألهذا المستوى تتدنى لدى الممثل العربي الوحيد درجة الثقة بالنفس والإمكانيات؟! أما تعتقد بأن الجزائر محظوظة أكثر من غيرها بعامل الاحتراف الخارجي الذي يدعم إيجابية المشاركة، محظوظة بالبنية الجسدية المثالية للعناصر وقدرتها على الالتحام واللياقة وو...!!

أتساءل أكثر كيف يمكن لمنتخب - مجتهد - عائد من بعد سنين أن يواصل البقاء بطموح أكبر، وصانع حظوظه على الملعب لا يرى بفريقه احتمالية البقاء والمقاومة فضلا عن الصعود للدور التالي؟!

والأكثر أنه مارس التغذية الراجعة feed - back بتبريره للخروج! أوتعتقد، كابتن، أنه قد يفيد الآن البكاء على اللبن المسكوب؟! فالأكيد أن خروج الجزائريين من المونديال بلا هدف هو استمرارية للخروج العربي المتعاقب - عفوا - المتواصل والمتوارث! لتجد بأن أقصى طموح للمنتخبات العربية الصعود للدور الـ (16) وذلك ما تحقق بالفعل للمغرب والسعودية!؟ قلتها مرارا أن منتخباتنا العربية أصبحت تراوح مكانها بالنظرة الأزلية المتعلقة بالوصول للمونديال هي بذلك تخدع ذاتها وتمارس البقاء ضمن الحلقة نفسها من الدوران المفرغ!!

أتساءل: لماذا لا يؤدي العرب بذات القوة الطموح، الشراسة الحمية التي يلعبون بها أمام المنافسين الجيران بالقارة؟! لماذا لا نرى طموح بكأس العالم سوى الوصول وحسب، والبقية نتركها للظروف؟؟! أين التخطيط والعمل، أين نحن من الاحترافية والانضباطية التي تعمل بها الكرتين الكورية الجنوبية واليابانية؟؟! هما بحق واجهتان مشرقتان للكرة الآسيوية بالمحفل العالمي، أما كوريا الشمالية واستراليا فهما واجهتان مظلمتان، كان يمكن أن يكونا أفضل ليبقيا أطول، كما كان يمكن أن نكون أفضل ونتأهل لكن...؟!

[email protected]