كان من الإنصاف أن يكون المنتخب الكوري الجنوبي ضمن فرق ربع النهائي.. لكن هو اجتهد وقدم، وقاتل حتى النهاية.. وظلت مشكلته أن فرصا سهلة قد ضاعت من أقدام لاعبيه.. غير أنه قد واجه منتخبا صعبا حاضر القوة والفعالية هو المنتخب الأوروغوياني الذي عرف بعدم الاستكانة والجماعية اللافتة.
شكرا كوريا.. نقولها لأنها عبرت بتجل عن الرقي الكروي الآسيوي الذي بدأ يأخذ وضعه كقادر على المنافسة عالميا.. وكأنها مع جارتها اليابان تدعوان الآخرين، خصوصا ممن هم في الغرب الآسيوي، أن يتعلموا منهما كيف يخططون ويعملون، وكيف هم.. لا يرتكزون على المنافسات الإقليمية والعرقية المتهالكة ويجعلونها منتهى أحلامهم.. هم يخططون لكأس العالم.. ولا غرو بعد ذلك إن أجادوا فيه.
بعد كوريا.. جدير أن أنتقل إلى الحدث الأهم.. فبين إنجلترا وألمانيا أكبر من مباراة كرة القدم.. قد يقبل أحدهما أن يخرج من أي منتخب آخر، لكنه لن يقبلها من منافسه الليلة.. هنا لسنا بصدد قراءة إسقاطات الحرب العالمية الثانية وعدم القبول الآري لكل ما هو إنجليزي بعد وضع يد الأخير ومعه الأميركي على كل ما هو ألماني غربي.. بالطبع قبل الوحدة بين شطري ألمانيا.
في كرة القدم الأوروبية كلاهما لا يحتفي بالآخر ولا يفضله.. تلمست ذلك وعرفته خلال مونديال 1998 في فرنسا.. رغم أنهما لم يلتقيا خلاله.. لكن من خلال الجماهير والإعلاميين.. ومن وجهة نظر شخصية هي تعبير عن الارتقاء والتفضيل.. فكلاهما يرى أن الفوز بالمباراة سيجعله يسير بخيلاء لن يقارعه فيه أحد.. من حيث إن لا أحد أعظم منه في أوروبا.. هذه القارة العجوز التي باتت تفقد أعضاءها المهمين في كأس العالم بعد سقوط الطليان والفرنسيين.. بل سيقرر أنه مع هولندا وإسبانيا باتوا المعنيين بالدفاع عن شرف القارة «الأم الحقيقة لكرة القدم» بعد أن أهدر شرفها على يد من كانوا يحملون لواءها.. بعد كأس العالم السابقة.
نعم فالمواجهة ليست مجرد مباراة.. هي قتال طوال دقائقها وهو قتال مشروع.. لا دماء ولا ضحايا فيه.. بل أجزم أن كل التقنيات وأسلحة الحرب الكروية ستحضر وفي إطار القانون، وأتوقع أن التقنية المهارية العالية ستتجلى لتكون المنقذ، هنا قد تكون الغلبة للإنجليز.. لأن رفاق جيرارد متفوقون قدرة مهارية.. لكن هم يعلمون أن المكائن لا تتوقف حتى يأمرها الحكم بذلك.. ولذلك فإن أمام القوة البدنية المرتكزة على لياقة بدنية عالية تقنيات إنجليزية.. يتوقع أن تكون حاضرة بتجلٍ..
ما علينا من ذلك.. فكل ما يهمنا أن نجد المتعة المنتظرة.. وبعيدا عن إسقاطات المشجعين السكارى هناك في مدينة بلومفونتين.