ظلال سوداء

أندريا مونتي

TT

«كل شيء حقيقي».. كتبنا ذلك منذ أربع سنوات، وعلينا أن نكتب اليوم «كل شيء أسود». خرجنا من المونديال في أفظع وأحلك يوم في تاريخنا الكروي ولدينا عذر وحيد (لكن الاعتذارات لم تكن غائبة عند الخسارة والخروج من الدور الأول أمام كوريا في مونديال 1966) هو سوء الحظ، المستحق أيضا كنتيجة لما تم قبل المونديال.

وكما هو الحال في مرآة دوريان غراي، منحتنا مباراة سلوفاكيا في جوهانسبورغ صورة لفريق عجوز، مرتبك، من دون أداء أو قراءة للملعب، ومتراجع فنيا وبدنيا أمام لاعبي سلوفاكيا المتواضعين. بإمكاننا أن نصف ذلك في كلمة واحدة: أداء مخز، درجة ثالثة، فقد تذيلنا ترتيب أسهل مجموعة في البطولة.

كنا قد طلبنا من أبطال العالم على الأقل اللعب بشكل مشرف ينقذ سمعة الفريق إن لم تكن النتيجة. لم نر حتى ذلك، فقط القليل من الثورة في الدقائق الأخيرة من المباراة كي يفلت الفريق من الغرق، حيث سيطر عليهم الخوف الذي ظهر في أعين الأحد عشر لاعبا منذ عزف السلام الوطني.

كل شيء أسود.. لدرجة لا تستحق حتى الغضب والاحتقار، ولا حتى النسيان والعرفان بالجميل لليلة برلين التي لا تنسى. والآن، نحاول على الأقل تجنب نغمات المأساوية التي عادة ما تصاحب الهزائم القومية الكبرى والنبرات التي حذرنا من عواقبها في الملعب وفي التعليقات الأولى من إيطاليا. ومع ذلك دائما تكون مجرد مباراة خسرناها، وليست حربا كما يعتقد كثيرون. لن يكون مجديا أيضا البحث عن المذنبين فجميعهم عزل ولا يمكن الدفاع عنهم، وأولهم ليبي الذي بمزيج من العناد والغطرسة وثق بحرس قديم قوامه الأساسي لاعبون مهلهلون. اللاعبون ذاتهم، ما عدا استثناءات نادرة، ليسوا في قامة القميص الذي يرتدونه. اتحاد الكرة هو الذي بعث بهم إلى هناك، ونحن الصحافيين ربما لم نوجه الانتقادات بالقسوة اللازمة.

هل تريدون أن تكونوا جزءا ممن يفتحون النار على المنتخب العائد من جنوب أفريقيا؟ أريحوا أنفسكم بالبندقية فالتصويب سهل قدر ما هو شيء عديم الفائدة، فقد تضربون الظلال. ليبي يتحمل المسؤولية لكنه سيرحل، وكان يعلم ذلك من قبل، والكثير من أبطاله وحرسه سيتقاعدون وهم كذلك من قبل بالفعل. ستطلقون النار إلى متى تشاءون، لكن الحقيقة، بعيدا تماما عن الأخطاء وأخطاء هذا المونديال وبعض اللاعبين الممتازين الذين تركوا في إيطاليا، هي أن الخسارة المذلة هي مرآة صادقة لكرة القدم لدينا التي تعاني أزمة مواهب ونداءات أخفيناها لأربع سنوات تحت مسمى حب الوطن.

كل شيء أسود.. بدأ عصر برانديللي في أحلك الليالي، ولنساعده معا ليخرج بالمنتخب إلى النور.