لعب عيال عالمي

مصطفى الآغا

TT

شخصيا كنت أكن الكثير من الاحترام لشخصيات عالمية تربيت على محبتها ومتابعتها منذ كنت صغيرا، مثل القيصر فرانز بيكنباور، والعملاق القصير مارادونا الذي أعتبره أفضل لاعب أنجبه رحم امرأة (رغم كل البلاوي التي فعلها من تعاط للمخدرات وإطلاق نار على الصحافيين ومشكلاته مع الإعلام)، وسمعت الكثير الكثير عن بيليه فأحببته، لأنه كان ماسح أحذية ثم صار وزيرا ولاعب القرن في العالم مناصفة مع مارادونا، وعاصرت أحلى أيام الفرنسي ميشال بلاتيني وتابعته في كؤوس العالم وأوروبا ومع اليوفي حتى وصل لرئاسة الاتحاد الأوروبي...

عندما نذكر هذه الأسماء فهي ببساطة «علامات فارقة» في تاريخ الرياضة، وقد قابلت ثلاثة منهم شخصيا، ولكني بصراحة دهشت من حجم «التفاهات» التي يمكن أن تخرج منهم عندما تراشقوا إعلاميا في أمور أراها أصغر منهم بكثير....

فلماذا يتدخل بيكنباور في سيرورة الكرة الإنجليزية، وكيف يسمح لنفسه أن يصفها بالغبية، ولماذا يزيد التصعيد قبيل اللقاء الملتهب بين المنتخبين الإنجليزي والألماني في دور الـ16، ولماذا يستفز الإنجليز أساسا فيعطيهم دفعة قوية وحافزا إضافيا لمجابهة منتخب بلاده؟؟؟

لا أعتقد أنها خطوة ذكية أو فيها رائحة «خبرة كروية»، وفي نفس الوقت لماذا يتراجع عن أقواله ويضطر نفسه للاعتذار.. وربما يكون بيكنباور «شايل» من الإنجليز، لأنه كان طرفا في المباراة النهائية لكأس العالم ضد الإنجليز في ويمبلي عام 1966 وخسرها بهدف مشكوك فيه إلى الآن... ولكن هذا ليس مبررا أبدا للهبوط بمستوى الحديث إلى مستوى «وصف الآخر بالغباء»، رغم أن هذه العبارة تعتبر لطيفة قياسا على ما نراه ونسمعه ونشاهده في بعض أوساطنا الإعلامية العربية، ولكنها عندما تخرج من كبير فهي كبيرة...

أما بيليه، أصلحه الله، فهو الآخر يتدخل فيما لا يعنيه ويصف مارادونا بأنه لاعب جيد، ولكنه مدرب «فاشل» وإن لم يقلها علانية... وكل الكرة الأرضية تعرف أن هناك «عداوة كار» بين الاثنين وتنافسا كرويا مريرا وعتيقا بين بلديهما ليدخل بلاتيني على الخط فيهاجمه مارادونا ويهاجم بيليه ثم يعتذر لواحد ويترك الثاني من دون اعتذار...

وإذا كان النجم الكويتي الكبير نبيل شعيل قال إن مارادونا هو من جعله يحب كرة القدم رغم أنه لم يكن يطيقها قبلا فهذا يعني كم لهؤلاء النجوم من سطوة وتأثير على عباد الله، لهذا فمن المعيب أن نسمع منهم أو من أي نجم له «سطوة إعلامية» ما يمكن اعتباره نموذجا سيئا قد يتبعه البعض....

كأس العالم الحالية واحدة من الأعاجيب التي حيرت أعتى خبراء الكرة فلا مجال لتوقع أي نتيجة ولا مجال لمعرفة من سيبقى ومن سيخرج، علما أنني ذرفت دمعة على كوت ديفوار وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وطبعا الجزائر، ولم أذرفها لا على فرنسا ولا على إيطاليا، وكنت أتمنى خروج إسبانيا وإنجلترا وألمانيا ليكتمل مسلسل السقوط المريع لمن كانوا يظنون أنهم أكبر من الآخرين فتعلموا درسا قد لا يكون نسيانه أمرا سهلا أبدا....