كأس العالم.. والبلطان الإنسان!!

صالح بن علي الحمادي

TT

حتى وممثلو القارة السوداء يتساقطون تباعا خارج منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم (جنوب أفريقيا 2010) - باستثناء منتخب غانا الذي تخطى كذلك الدور الثاني - نقول حتى وذلك يحدث لمنتخبات الجزائر والكاميرون ونيجيريا وساحل العاج.. تبقى القارة الأفريقية منجم «ذهب أسود» نسبة لنجومها السود.. الذين قد يعادلون مردودات النفط الأسود في بعض الدول(!!) متى تواصل ارتفاع أسعار لاعبي كرة القدم العالميين في أوروبا تحديدا!!.

مقارنة بالكثير من الدول العربية، التي بات احتراف كرة القدم فيها عبئا اقتصاديا عليها، بل إنه يسلب مخصصات مالية (ضخمة) من بنى تحتية أساسية، كالتعليم، والصحة، والأمن، والمواصلات والاتصالات.. مقارنة بذلك اللاعبون الأفارقة، خاصة السود منهم، يظلون مصدر دخل قومي «عال».. ما دام الكثير منهم يعودون بعشرات الملايين من «اليوروهات» إلى بلدانهم بعد التقاعد لإنشاء المدارس والمعاهد والأكاديميات والمراكز النفعية لمجتمعاتهم الفقيرة!.

نعم.. ولو خسروا بلوغ الأدوار المتقدمة في نهائيات الكأس العالمية، لا شك لدينا (ولديهم أيضا) أنهم يبقون مكسبا كبيرا، والضريبة تدفعها جهات عدة، خاصة الدول الأوروبية.. كإسبانيا وانجلترا.. إيطاليا وفرنسا.. ألمانيا وهولندا.. وغيرها من الدول التي تستثمر مئات الملايين من «اليوروهات» في كرة القدم.

عن منتخب غانا، ماذا عسانا أن نقول؟.. عندما رشحناه مع منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية للعب دور «الحصان الأسود» في البطولة عشية افتتاحها، لم يأت ذلك من فراغ، بل استند إلى معطيات غانية كثيرة.. ناشئين وشباب وكبار.

شكرا للاتحاد الغاني لكرة القدم.. الذي نتمنى زيارته ميدانيا للاطلاع على مخططاته وما هي أسرار كل هذه النجاحات في كأس العالم.

هناك جوانب مظلمة تقابل المضيء منها.. ولعل السيد بلاتر ورفاقه يتحملون «الوزر» الأكبر في تردي مستويات كرة القدم العالمية مع تحويلها من هواية ممتعة إلى «عبودية مادية» ساحقة ماحقة لكل المبادئ والأخلاقيات والقيم!.

وبالإشارة للأخيرة.. سرني جدا حد غاية الإعجاب ما صنعه ابن محافظة الرس (المخلص) خالد البلطان وهو يتبرع بـ15 مليون ريال لإنشاء مركز الأمير خالد بن سلطان لرعاية الأطفال المعاقين.. مع وقف خيري مساند للمركز.

وهو يترجل عن ضخ الملايين في اللاعبين لمحافظته الصغيرة.. قدم ما هو أسمى وأبقى لدى العزيز المولى.. جعل ذلك وكل ما يقدمه خيريا في موازين أعماله ووالديه.

جميل ألا تلهينا كرة القدم عما هو أهم.. وأن نقوم بأدوار جليلة (جدا).

أخيرا نتمنى أن تتقدم اليابان اليوم كما فعلت غانا!

[email protected]