نواف التمياط مع «الكبار»!

عادل عصام الدين

TT

إذا كان خليل جلال أسعدنا كثيرا بـ«حضوره» في نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وكنا نبحث عن اسم أي «سعودي» في ظل غياب المنتخب، فقد أسعدني شخصيا مشاهدة «الكابتن» نواف التمياط ضمن طاقم استديو المباريات في قناة «الجزيرة» الرياضية.

اختلف نواف عن كل الذين تابعتهم من السعوديين. أعجبني بجديته والبعد عن الثرثرة والاقتراب من الفكر «الأوروبي» في إبداء الرأي الفني دون الدخول في التفاصيل المملة المبالغ فيها كما يحدث، سيما «باستديوهات التحليل» في معظم - إن لم يكن كل - القنوات الرياضية العربية.

عندما سئل النجم الدنماركي لاودروب عن خطأ دفاعي وعن كيفية حدوث الخطأ والأسباب والتداعيات وعن «لو.. ولو....» أجاب باختصار: «هذه الكرة.. وهذا حدث متوقع ولا أزيد» كرة القدم.. لعبة مقدرة وجهد أو عطاء وظروف، أي «حظ.. وأحداث غير متوقعة». أي هناك الكثير مما يحدث في اللعبة لا يحتاج إلى «تحليل» وفلسفة وشرح تفصيلي ممل.

تابعوا «الآراء» الفنية للأوروبيين بما فيهم كبار المدربين وتابعوا ما يقوله ويردده «محللو الاستديوهات» العربية.

ثمة فارق كبير بلا شك.

أعود لـ«الكابتن» الخلوق نواف التمياط، الذي أرى أن قناة «الرياضية» اكتشفت «سعوديا» بمواصفات أوروبية في الرأي الفني البعيد عن «كم تتوقع النتيجة؟!» والمبالغة في ما يسمى بـ«التحليل» حد الغموض والبلاهة و«الضحك على الذقون».

استديو «الرأي الفني» مهم جدا بلا شك، ولكن ليس كما يحدث في معظم القنوات العربية.

لا بد من القراءة والاطلاع وامتلاك أدوات هذا الرأي الفني العميق، والغريب في المسألة أن معظم من يتحدثون لا يفهمون في المصطلحات أصلا، وتتكرر كلمة «خطة» لتصبح هي كل شيء فيما يسمى بـ«التحليل».

نواف التمياط.. سعودي آخر.. في «المونديال» حتى لو كان خارج أسوار الملعب.. أعتز وأفرح بنجاحه، وهو الرجل المناسب في المكان المناسب.

[email protected]