تصريحات كرويف.. استفزاز أم واقع؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

ربما تكون كأس العالم الحالية من أصعب النهائيات التي لا يمكن لأي متابع أن يتوقع الفائز بلقبها على اعتبار حالة الضبابية التي تسير عليها المنتخبات المرشحة في مشوارها الدولي، ويكفي أن منتخبات عريقة مثل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا خرجت بشكل لا يوصف حد حالة الاستياء التي يعيشها الشارع الكروي في تلك الدول!!

لا أدري ربما كان الإنجليزي ايان مكهيل، الذي سبق أن كتبت عنه في بداية المونديال، صادقا وهو يرشح هولندا للظفر بكأس العالم على حساب منتخبي البرازيل وإسبانيا.. خبير علم الإحصاء الإنجليزي منح الهولنديين 12% نسبة الفوز باللقب، يليهم منتخبا السامبا والماتادور، لكن الواقع الفني لا يزال يؤكد أن منتخبي الأرجنتين وألمانيا مرشحان وبقوة للظفر بالكأس العالمية!

قبل بداية كأس العالم كنت استبعدت المنتخب الألماني من إمكانية الفوز بالمونديال على اعتبار أن تشكيلته التي كونها لوف تبدو شابة، لكنني وبصراحة أشعر بعد المزيد من المباريات التي خاضها هذا المنتخب بأنه يحمل روح البطولة، لكنه للأسف سيصطدم بفريق مارادونا الذي سيواجه اختبارا صعبا أيضا وهو يلتقي المانشافت غدا السبت!

لم تعد التوقعات ولا حتى التكهنات تصيب، لا سيما في هذه البطولة، لأن الأداء الفني الذي تقدمه المنتخبات لا يزال دون المستوى المأمول ويكفي أن منتخب البرازيل لم يقدم حتى في مباراة الدور الثاني نفسه كمنتخب بطل بدليل تصريحات النجم الهولندي الشهير يوهان كرويف حينما وصف فريق السامبا بغير الممتع، وأنه لا يستحق شراء التذكرة لحضور إحدى مبارياته.

بالطبع لا يعني ذلك أن رؤية الخبير الهولندي دقيقة 100% إذا ما علمنا أن بلاده ستواجه البرازيل اليوم الجمعة، وربما تكون لعبة التصريحات حاضرة بهدف استفزاز المنتخبات العريقة قبل بدء المواجهة على أرض الملعب.. ولكن!

نعم لم يعد المنتخب البرازيلي ممتعا، لكنه يحقق الفوز، وهذا لا يكفي في رأيي إذا ما عرفنا أنه سيأتي اليوم الذي يواجه فيه منتخبا أقوى من ذاك الذي التقاه في دور المجموعات أو حتى في ثمن النهائي!

ستكون مواجهة هولندا والبرازيل أشبه بالنهائي المبكر حالها كحال القمة العالمية التي ستجمع الأرجنتين بألمانيا التي دخلت في إطار الصراعات الإعلامية والحرب الكلامية التي يشنها بإتقان لاعبو ألمانيا الشبان. والغريب أن مارادونا رفض الرد على تلك التصريحات، واستفسر فقط عن قلق شفاينشتايغر قبل موقعة الغد!

كاكا وميسي تتعلق الآمال بموهبتيهما في الملعب، وأعتقد أن الفرصة سانحة لهما لإظهار أنهما الأبرز على مستوى العالم خاصة بعد خروج كريستيانو رونالدو أمام فرقة توريس وفيا!!

لا يزال كاكا نائما ولم يقدم إمكاناته الهائلة، فيما بدأ ميسي يقدم صورته الحقيقية بصناعة اللعب لكنه لم يسجل، وإن فعل ذلك غدا السبت فإنه سينهي المواجهة لصالح اللاتينيين!!

يقول الكاهن الجنوب أفريقي إن الأرجنتين هي بطلة كأس العالم في تصريحاته الإعلامية، لكن كهنة ألمانيا وهولندا والبرازيل وإسبانيا يتوقعون العكس!

[email protected]