التكتيك يهزم المهارة!

مساعد العصيمي

TT

إلى ما قبل لقاء البارحة بين البرازيل وهولندا، كنت عبر كل طلة اختلسها من منافسات كأس العالم أجد نفسي أكثر اقتناعا بأن هذه المسابقة العريقة قد بدأت تفقد شيئا من بريقها المهاري، تفقد كثيرا من الإمتاع الذي تعودناه من نوعية عبرت عنها منتخبات انتمى لها بيليه وكرويف ومارادونا.. وزيدان. افتقدنا ذلك رغم تأكيدنا الحقيقة البائسة التي تشير إلى أنه وعلى الرغم من التراجع المهاري فإن هذه البطولة ما زالت العظيمة، التي كانت سبيلا لمنح كرة القدم ألقا وارتقاء، لأنها ملهمة للتفوق.

في مباراة البارحة بين هولندا والبرازيل.. تجلت الإثارة وطغت على التقنيات المهارية العالية.

ورغم ذلك علينا أن نشير بكثير من الامتنان للفرقتين اللتين ما زالتا تحققان بعض ما نصبو إليه من لذة كروية وإمتاع تقني.. فهذه البرازيل ما فتئت تقدم بعض لمحات من المهرة المتفوقين.. من أولئك الذين يمزجون المتعة بالقوة والإجادة.. التمكن بالحيوية.. لكن، لم يسع لاعبيها أن يستوعبوا التغير التخطيطي المذهل لمنافسيهم الهولنديين.. ليخسروا في النهاية.. من جراء إحباط مدربهم!

ومع التضعضع التكتيكي البرازيلي حق أن يكون لهولندا بعض إجادة وبعض لمحات مهارية عالية، لتكون شكيمتها الأعلى.. حينما قدمت شوطا ثانيا تكتيكيا قل نظيره.. كان هو مهر الفوز والتفوق، دفعنا لنشكر هولندا على ارتقائها.. بل لنشكرها على التقني العالي روبن.. والسيد المطاع بوميل.. والمقاتل الذكي شنايدر..هي تستحق ذلك.. لأنها عادت لتواكب الأفضليات بتقنيات ومهارات جديدة..

لن نتمادى في التفاؤل.. لكن حساباتنا يجب أن لا تنقص.. فاليوم بين الأرجنتين وألمانيا.. عنوان آخر للإجادة.. من تلك التي تنتمي إلى نوعية المزج بين المهارة العالية والمثابرة.. وكلاهما يجسد ذلك.. ونطمع أكثر أن يكون لميسي فتنة تبهر.. وحضور يسر.. ولا سيما أنه يحمل ن الجينات فسها التي يحملها مدربه مارادونا.. تلك التي تنتمي إلى الإبداع الخارق.

كرة القدم الجميلة ستحضر خلال أيامنا هذه وما تبقى من المونديال الأفريقي.. حتى وإن خسرت البرازيل ملهمة الإبداع المهاري.. لأننا نثق بأن كرة القدم الجميلة ستنقذنا وستمنحنا كثيرا من الإبهار الذي انتظرناه.. وندرك أن ذلك موجود لدى المتأهلين والمتنافسين اليوم.. ولن ننسى إسبانيا، لأننا نثق بأنها في عداد القادرين على فرض الإمتاع.. فهي تملك ثلة من المهرة المتفوقين.. وبلا شك إن تجلى أعضاؤها فهي قادرة على منحنا كل الألق الذي ننشده.. كيف.. لا.. وهي تنتمي إلى عائلة الإبداع الحديث، واسألوا أمم أوروبا..

ويا كرة الإمتاع والتفوق أطلّي علينا من جديد في ما تبقى من منافسات مونديالية!

[email protected]