من إفرازات كأس العالم

عبد الرزاق أبو داود

TT

شهدت مسابقة كأس العالم التاسعة عشر، المقامة في جنوب أفريقيا حاليا، عددا من الإفرازات المهمة، التي ستكون محل جدل ونقاش قد يستمر لبعض الوقت، بين المهتمين بشؤون المجنونة المستديرة وعشاقها في أنحاء المعمورة. ولعل أهم هذه الإفرازات، إضافة إلى «مشكلة» كرة الجابولاني الجديدة، التي تسببت في تعقيدات كبيرة لحراس المرمى والمدافعين؛ وتدهور مستويات التحكيم في بعض اللقاءات، وخروج بعض الفرق الكبيرة من الأدوار الأول والثاني، وتصاعد موجة طرد المدربين. فقد خرجت فرنسا من المسابقة الكروية العريقة مهيضة الجناح يطوق «الخزي والعار» منتخبها إلى حد أن بعض لاعبيها تهجموا بشكل مقزز على مدربهم دومينيك، وما تلاه من طرد أنيلكا وتمرد بعض زملائه، ثم قيام البرلمان الفرنسي بفتح جلسة استماع مع رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إسكاليت، إضافة إلى المدرب دومينيك، الذي ظهر ضاحكا في الصور التي نشرت عن هذه الجلسة البرلمانية، ولا نعلم سر ضحكة دومينيك، ولعله يظن أنه قد تخلص من عبء مسألة خروج الديوك بهذا الشكل الذي أغضب الفرنسيين، وأثار جدلا بين النقاد والمتابعين في أنحاء العالم.

و جاءت الأنباء قبل أيام لتثير استغراب ودهشة الكثيرين من متابعي كرة القدم، حينما أصدر رئيس أكبر دول القارة الأفريقية سكانا، قرارا رئاسيا بمنع منتخب بلاده لكرة القدم من المشاركة في أي بطولات أو لقاءات خارجية لمدة عامين، عقابا لهم على ظهورهم بمستويات غير ملائمة في مونديال العالم الحالي، وهو توجه غريب عجيب، إذ كيف سيسهم هذا القرار في تحسين مستوى أداء المنتخب الوطني النيجيري، وتحسين صورته أمام العالم؟ ويبدو أن ردات الفعل المتسرعة التي تبحث عن كبش فداء دوما، ما زالت صفة سائدة على المستويات المحلية والعالمية. ولعل الأدهى من كل هذا التقاط رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (جوزيف بلاتر) طرف الخيط والتهديد باتخاذ «الإجراءات الملائمة» (هكذا) في حال تدخل الحكومتين الفرنسية والنيجيرية في شؤون اتحاداتها الكروية! وهو تصريح قد يبدو مألوفا ومقبولا لو صدر بصياغة لغوية أخرى.. غير أنه، وكما يبدو، طرح للاستهلاك الإعلامي الذي تعود عليه «بلاتر» منذ كان في كنف أستاذه البرازيلي «هافيلانج»! فبدلا من أن يلتفت «بلاتر» إلى المشكلات الكبيرة التي صاحبت المونديال العالمي حتى الآن.. وأهمها: انخفاض المستوى العام لمعظم المنتخبات واللقاءات التي دارت حتى الآن، وعدم أهلية بعض الفرق المشاركة، وكون زيادة عدد الفرق إلى 32 كان قرارا غير صائب؛ ومشاكل التحكيم الكبيرة؛ وفراغ المدرجات في كثير من اللقاءات؛ ومشكلة كرة الجابولاني؛ ومسألة التشويش المتزايد على النقل التلفازي، وغيرها.

من جانب آخر فإن عددا من مدربي المنتخبات، التي خرجت من الأدوار الأولى استقالوا، أو أقيلوا وهم في الطريق إلى ذلك، وفي مقدمتهم مدربو كل من: إيطاليا وإنجلترا وفرنسا وجنوب أفريقيا والمكسيك وتشيلي واليونان واليابان والدنمارك، حيث جرى تحميلهم مسؤولية الإخفاقات بصورة أو بأخرى، وهي طريقة أضحت معتادة في عالم كرة القدم.