مارادونا عاريا..!

منيف الحربي

TT

كان الأسطورة العالمية دييغو مارادونا قد وعد أن يمشي عاريا وسط شوارع بيونس آيرس في حال حصوله على الكأس، غير أن المدرب الألماني المنظم لوف عجل الأمر وهو يعرّي مارادونا (فنيّا) أمام أنظار العالم بمشاركة نجوم المانشافت..!

ميروسلاف كلوزه ومولر وبودولوسكي ومسعود وفيلب لام وشفاينيشتايغر وأبو خضيرة تسابقوا على نزع القطع واحدة واحدة حتى بدا منتخب التانجو هزيلا، منتوفا بلا ريش رغم وجود مارادونا وميسي في المشهد/العاري.. الذي لم يسبق للأرجنتين أن تعرضت له عبر تاريخ المونديال.. وهو مشهد مأساوي أتعب الملايين من عشاق الأسطورة ومنتخبه العريق.

مؤكد أن المدرب تقع عليه نسبة كبيرة من المسؤولية سواء في اختياراته التي تحدث عنها النقاد والمتابعون أو في بقائه (متفرجا) على العرض الألماني دون أي تدخل فعلي يسهم بتحريك الوضع أو تعديل الكفة، حتى إن بعض المعلقين قالوا بصريح العبارة وبتهكم واضح: «لا يكفي أن توزع القبل لتحدث تغييرا»!! لكن وجود اسم بتاريخ وموهبة مارادونا ربما أعفاه من أشياء كثيرة كانت ستقال لغيره لو كان مكانه.. لهذا وافق كثيرون أن مارادونا صدق حينما قال: «أنا أقود الأرجنتين بخبرة اللاعب لا المدرب.. وهذه حقيقة أثبتتها النتائج والمستويات.. فهل تكون الرباعية القاسية نقطة انطلاق «المدرب مارادونا» أم نهاية الحكاية؟

شخصيا كنت «مثل كثيرين» أتمنى فوز الأرجنتين من أجل مارادونا، غير أن الحضور الباهر للمنتخب الألماني وتفوقه المطلق جعل الحسرة أقل، وجعل كل جماهير الكرة تمنح المنتخب الألماني الاحترام اللائق، خصوصا وشخصيته الجميلة بنجومه الشباب سطعت منذ فترة وتأكدت عند المحك الحقيقي، الأمر الذي شكل شبه إجماع حول كونه الأحق باللقب الكبير.

* اللقب أوروبي

* في بداية لقاءات المجموعات سجلت كرة أميركا الجنوبية وجودا لافتا مقابل تنحي منتخبات أوروبية شهيرة مثل حامل اللقب إيطاليا والوصيف فرنسا وأحد أكثر المرشحين إنجلترا.. غير أن مراحل الحسم شهدت انقلابا أوروبيا قادته الحيوية الهولندية والانضباط الألماني المذهل، إضافة إلى الأداء الإسباني الجميل، في حين بقيت الأوروغواي «بالحظ» ممثلا عن كرة أميركا الجنوبية على حساب المنتخب الغاني الرائع.. وإن كانت المعطيات تشير إلى أن الأوروغواي لن تذهب أكثر من ذلك.

إذن.. الكرة الأوروبية فرطت في الكثير قبل أن تعود لجعل الختام مسكا وتفرض نهائيا أوروبيا خالصا تكسر به قاعدة أن المنتخبات الأوروبية لم يسبق لها الفوز بكأس العالم عندما تقام خارج أوروبا، والفضل في ذلك دون شك يعود إلى ألمانيا أولا ثم إسبانيا وهولندا.