موعد مع المتعة!

مساعد العصيمي

TT

يا الله! كيف فعلت كرة القدم ذلك؟!.. قربت البعيد وآخت بين الفرقاء وجمعت المتضادين.. بل إنها نسفت نظريات الطغاة والمتغطرسين.. فلم يعد هناك شعب آري ولا دم نقي.. ولا آخر خليط!

هناك أسمر في ألمانيا وأبيض في جنوب أفريقيا وآسيويون وهنود حمر منتشرون في كل منتخب ودولة.. عنوان جميل للحب والتواد ويا لروعة هذه المستديرة.. أطلت علينا فغيرتنا إلى الأفضل!

نعيش أجواءها ونستمتع بفضائلها.. هي ليست تنافسا.. بل تلاقي شعوب.. وتآخي قارات.. وتلاقح مجتمعات.. تبث الحب والألق.. تدفع إلى نبذ الشاذ، وتأصيل الحقيقي.. ترفض المتكبرين.. وترحب بالمبدعين.. ولا شك بعد ذلك أنها العنوان الأكبر للتآلف.

ويا لعبة الحب والتآخي استمري في تطوير جيناتنا ورقينا بما يجعلنا عالما واحدا متحابا قريبا.. ولا بأس بعد ذلك أن نعلن أننا طوع أمرك، وأسرى لإمتاعك ورقيك.

جماليات كرة القدم وعناوينها الراقية أخذتنا بعيدا وكدنا نغفل أن لنا موعدا اليوم مع المتعة.. كيف لا وألمانيا وإسبانيا على مفترق طريق التتويج؟!.. لن نتمنى.. ولن نتوسل.. ولا حتى نحلم.. فقط سننتظر ركلة البداية لنتطلع بشغف إلى من من الفارسين سيمتطي صهوة جواده نحو النهائي، هما جديران وليس هناك من يختلف على نخبة المتفوقين في القائمتين.. تابعناهم فأفلحنا.. شاهدناهم فاستمتعنا، كلاهما عالي القيمة متفوق.. ليس ذلك فقط بل لا تستطيع أن ترقب خللا مهاريا لأي منهما.. سنستمتع بتشافي والكوكبة معه، وسنسعد بشتايغر ورفقته الماهرة.

هنا أسأل: من يستطيع التوقع أيهما أقرب إلى الانتصار؟ أحسب أن ليس هناك من هو قادر على فعل ذلك.. الخبراء المعتمدون المتميزون، فيرغسون وفينغر وساغي، ومن هم على شاكلتهم عالية القيمة يرون أن هناك جدارة ألمانية، لكنهم يقفون أمام رقي الأداء الإسباني.. إذن هي حسابات صعبة والرابح الأكبر منها نحن معشر المشاهدين والمتابعين، فمن خلالهما نبحث عن الإمتاع والرقي ونثق بأننا سنجدهما. قبل أن أختم، حق لي أن أسأل: هل سنخسر أحد هذين المتفوقين في النهاية؟ أقول: كلا، لأن لكرة القدم عناوين وجدارة.. جدير أن نلتزم بها.. ولعلنا نجد في الطرف الآخر في النهائي عوضا جميلا.. لأجل كرة قدم راقية متميزة تمنحنا كثيرا من السعادة.. وما زلنا متفائلين.. وحق لنا أن نفعل ذلك.. كيف لا وكرة العالم قد اختارت أضلعها للتنافس على كأسها عن جدارة واستحقاق؟!.. فشكرا لأولئك الذين منحونا المتعة القادمة من الإثارة الحقيقية.. وشكرا سلفا للمانشافت والماتادور.