بين مكهيل وبول.. هل تكسب هولندا؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

قلت أول من أمس إن الألمان لا يرحمون ولكن إسبانيا ربما تفعلها لأن المهارة إذا ارتبطت بالروح والعطاء تكسب دائما، وأعتقد أن منتخب الماتادور كان مذهلا لكل العالم وهو يتلاعب بالكرة في ملعب المانشافت في نصف النهائي ليرمي بالماكينات بعد أن عطلها طوال 90 دقيقة خارج المنافسات ويتأهل للمرة الأولى في تاريخه الممتد لعقود طويلة؟!

منتخب يلعب فيه فيا وانييستا وبويول واكسافي وبدرو من الطبيعي جدا أن يكسب ويتفوق ويتألق أمام أي منافس.. هذه المجموعة التي تلعب مع بعضها في تشكيلة واحدة منذ أكثر من 3 أعوام تجانست وتشربت الهدف الفني الذي يسعى إلى تطبيقه المدير الفني العجوز دل بوسكي، فكان منطقيا أن تصل إلى ما هو أبعد من طموحات جماهيرها وإعلامها وشعبها الكبير!!

من شاهد منتخب ألمانيا أول من أمس سيستغرب بلا شك الهبوط الفني الكبير الذي كان عليه اللاعبون طوال المباراة.. لم يكونوا على قدر المواجهة ولا مستواها الفني.. كان الإسبان يركلون الكرة دون مقاتلة أو مضايقة من الفريق الألماني..

الجميع كان ينتظر هدفا إسبانيا في أي لحظة من لحظات المباراة لأن الماتادور كان الأكثر سيطرة والأكثر قدرة على رمي الشباك بسهام نجومه التاريخيين!

ستكون مواجهة الأحد عالقة في أذهان كل متابعي الكرة في العالم لأنها ستجمع منتخبين لم يسبق لهما أن أحرزا لقب كأس العالم..

كل المنتخبات التي تعودنا منها أن تفوز بكأس المحفل الكوني الكروي طيلة العقود الثمانية الماضية خرجت من أمام هذين المنتخبين الكبيرين قدرة وعطاء وموهبة!! ربما تحسر عشاق الكرة على خروج البرازيل والأرجنتين وإيطاليا أكثر من تحسرهم على خروج ألمانيا ليس لأن الأخيرة ليست ذات كفاءة على صعيد الكرة ولكن أكثر العالم يعشقون السامبا والتانغو والأزوري..!! كرة ألمانيا كانت رائعة في رأيي هذا العام لكن مشكلتها الكبرى أنها اصطدمت بكفاءة إسبانية قل نظيرها في العالم..! لم يكن فوز الإسبان بكأس أمم أوروبا صدفة كما يظن البعض وكما يربط البعض ذلك بما فعلته اليونان عام 2004.. كان الفوز مستحقا وعن كفاءة في عام 2008 ولذا كان طبيعيا جدا أن يرشحها النقاد للفوز بكأس العالم الحالية ومعها في ذلك هولندا التي بلا شك ستكون خير مقاتلة في نهائي المونديال بعد غد الأحد!!

في سلسلة مقالاتي التي كتبتها هنا عن المونديال ذكرت الخبير الإنجليزي الإحصائي مكهيل الذي توقع هولندا بطلة لكأس العالم، وللعلم فقط فإنه ذكر إسبانيا كمرشح ثالث للبطولة!!

سبحان الله.. بين سجلات مكهيل الإحصائية وتوقعات الأخطبوط الإنجليزي الألماني الجنسية بول تظهر لنا أن مواجهة الأحد ستكون قمة عالمية لن تنسى!! بين هولندا وإسبانيا ستظهر الكرة بجمالها وألقها ومتعتها.. فمن يكسب يا ترى؟!

[email protected]