إسبانيا في الفاينال

عبد الرزاق أبو داود

TT

بعد طول عناء ومشاركات بلغت 13.. تمكن المنتخب الإسباني من الوصول إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخ المسابقة الأهم والأكثر متابعة وتشويقا. وصل الإسبان بجدارة بعد أن استطاعوا تعطيل الماكينة الألمانية التي عجزت أمامها إنجلترا والأرجنتين. ومن العجيب أن إسبانيا بطلة أوروبا 2008م تغلبت على ألمانيا في نهائي بطولة القارة العجوز.. ولم يكن مستغربا أن يتجاوز أبناء الأندلس أحفاد شارلمان. الفارق كان كبيرا بين التشكيلتين الألمانية والإسبانية.. فالفريق الإسباني مرصع بالنجوم الذين يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، ويعتبر الدوري الإسباني ثاني أقوى دوري عالمي بعد الدوري الإنجليزي، ومجمل قيم عقود لاعبي المنتخب الإسباني يقارب 565 مليون يورو بينما قيم عقود لاعبي المنتخب الألماني لا تصل إلى هذا الحد. ومن خلال هذه المعطيات الأساسية لم يكن غريبا أن يسيطر الإسبان على مباراتهم مع ألمانيا ويخلقوا الكثير من الفرص، ويحققوا الفوز بهدف يتيم مستحق كان قابلا للزيادة.

إسبانيا ستلعب في النهائي أمام هولندا التي وصلت بدورها إلى المباراة الختامية غداة فوزها على البرازيل التي كانت المرشح الأقوى للفوز بالكأس العالمية.. فازت هولندا «بطلوع الروح» وبهدف «هدية» ومباركة فعالة من الحكم الياباني المبرمج. وصل الهولنديون إلى النهائي لثالث مرة! فهل ستخسر هولندا كما خسرت مرتين أمام ألمانيا عام 1974م والأرجنتين عام 1978م.. أم أنها ستتجاوز الفريق الإسباني المرصع بالنجوم والخبرة والمستوى الرفيع أمثال إنييستا وتشافي وفيا وتوريس وبويل وبدرو وغيرهم والذين يتناقلون الكرة بمهارة فائقة ويبقونها تحت السيطرة الإسبانية بناء على تصورهم الأساسي المتمثل في أن السيطرة على الكرة لأطول فترة زمنية ممكنة ستقلل من احتمالات تمكن الفريق الآخر من التسجيل؟ هذا ما سنعرفه غدا حيث يطل علينا بطل عالمي جديد انطلاقا من جنوب القارة السمراء وبلاد البافانا بافانا ونيلسون منديلا الذي يأمل منظمو البطولة العالمية حضوره في المباراة النهائية مع زعماء عالميين آخرين ليضفوا شيئا من البهجة والنجاح عليها بعد أن شابتها كثير من الأخطاء والمنغصات والإرباكات.

ترى هل ستتمكن إسبانيا حاملة اللقب الأوروبي المفعمة بعبق الإبداع والمتعة الكروية من الاستحواذ على كأس العالم لأول مرة وتضع إسبانيا في السنوات الأربع القادمة على قمة الكرة العالمية أم أن فتيان هولندا سيتمكنون من تعويض إخفاقات نهائي 1974، 1978م.. حدسنا يشير إلى أن الإسبان أقرب إلى خطف اللقب العالمي.. لننتظر ونر كيف تكون هذه القمة العالمية.. وأين ستحط كأس الفيفا برحالها.. مطار مدريد أم أمستردام؟ لا نعلم ونطمع فقط في مشاهدة مباراة قمة تليق بالمسابقة الكبرى.