ماذا استفدنا من كأس العالم..؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

كثيرون سيشعرون بالفراغ بعد نهاية كأس العالم المقرر غدا الأحد في جوهانسبورغ.. على الأقل كان معظم وقت المتابعين يقضونه في مشاهدة المباريات والتحليلات وقراءة ما تكتبه الصحافة العالمية من رؤى وأفكار وتصريحات وقصص مونديالية!

برأيي إن الفوائد التي عشناها في هذا المحفل العالمي كبيرة جدا، وكم أتمنى أن يكون المسؤولون عن كرة العرب.. كل في اتحاده ومنتخبه وناديه.. قد عرف السلبيات والإيجابيات من ردود الفعل التي يلاحظها من المعنيين في ملاعب كأس العالم.

رؤوس مدربين تساقطت.. ونجوم عريقة هوت من سماء النجومية.. ومسؤولون قدموا استقالاتهم من مناصبهم بعد الفشل الذريع في دور المجموعات أو الـ16 أو حتى الـ8.. تداخلت السياسة مع الرياضة في كثير من المباريات حضورا في المنصات الرئيسية للملاعب، أو استفسارا عن أسباب السقوط والخروج المذل.. وسط هذا كله كان للاتحاد الدولي لكرة القدم وقفة حازمة صارمة ضد أي تدخلات أو محاولات لفرض الضغوطات الحكومية على الاتحادات الكروية.. كان يقول لهم اتركوهم يحددون مصائرهم بأيديهم والجمعيات العمومية هي التي تفعل ما تريد وفق الديمقراطية، حيث الانتخابات الشاملة لا النصفية أو ما شابهها مما يسمى «ما زلنا في البداية» أو «بعدين» أو حتى في الخطة الخمسية الرياضية المقبلة، ولا يعلم كل الناس متى ستأتي هذه الخطة..!

بعد نحو 30 يوما من أيام كأس العالم 2010 علينا أن نعي جيدا أن كرة القدم فن وإدارة وانضباط وتخطيط للمستقبل.. وعلينا في ذات الوقت أن نعرف أن كرة القدم لا يوجد فيها فائز دائم ولا نصر في كل مواجهة.. هذه اللعبة فيها الفوز والخسارة.. وبعض الهزائم تقبل إن رافقها عطاء وأداء وروح قتالية.. وحتى بعض الفوز لا يقبل إن كان فيه أداء باهت وعطاء متواضع وتأهل غير مشرف!

كرة القدم في رأيي إدارة قبل أن تكون ركلا في وسط الميدان.. على كل العرب مسؤولين ولاعبين وأجهزة فنية ومشجعين وإعلاما أن يدركوا ذلك.. لن تتطور الكرة في بلادنا العربية ما دامت رهينة أمزجة لا خطط حقيقية.. لن ترتقي للعلياء ما دامت خاضعة للمجاملات والمحسوبيات في كل شيء!

المال في ظني ليس كل شيء، ولو كان كذلك لما شاهدنا غانا وكوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا والسنغال تتألق في السنوات الماضية على الصعيد العالمي.. صحيح أن نجوم هذه المنتخبات باتوا يملكون الملايين من الدولارات لكنهم يحصلون عليها في أنديتهم لا منتخباتهم.. الصرف على المنتخبات الأفريقية لا يوازي ربع أو نصف ما تصرفه المنتخبات العربية الكبرى مثل السعودية ومصر والجزائر والإمارات والمغرب وتونس وقطر!

يا هؤلاء.. هل يمكن لنا أن نشاهد أكثر من 4 منتخبات عربية في مونديال 2014 المقبلة؟.. قد نستطيع ذلك إن طورنا قدراتنا الإدارية والفنية وعرفنا كيف نفكر وكيف نخلق البيئة لنجومنا الكرويين.

[email protected]