على هامان يا فرعون؟!

مصطفى الآغا

TT

عادة ما تكون أرقام ونتائج انتخابات بعض الدول العربية وتلك التي تنتمي لمنظومة العالم الثالث بنسب تتراوح بين 95% و99.99%، وإن كانت النسبة الأخيرة بدأت بالانحسار من أجل ذر الرماد في عيون مؤسسات مراقبة الانتخابات، لكن أن نسمع بمثل هذه النسبة من هيئة المفترض أن تتعامل بشفافية مع الدول المنضوية إليها، وهي أكثر من تلك المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة، فهو أمر يثير الاستغراب والاندهاش ويجعلنا نتساءل «على هامان يا فرعون؟!!».

فمونديال العجائب الذي ينتهي اليوم بتتويج أوروبي هو الأول في التاريخ خارج قارتهم العجوز شهد «كوارث» ولا نقول أخطاء تحكيمية، واضطر رئيس الفيفا للاعتذار لأكثر من دولة، وتجاهل أكثر من دولة، حسب قوة الدول التي احتجت على التحكيم، ومنها دول اخترعت اللعبة مثل إنجلترا التي «ذبحت من الوريد للوريد تحكيميا».. ولو أحببنا أن نعدد «إنجازات حكام بلاتر في مونديال 2010» لاحتجنا لصفحات وصفحات، لكن من الذي لم يحتسب هدفا دخل مترا كاملا في مرمى ألمانيا؟ ومن سمح لفابيانو أن يسجل من لمستي يد؟ ومن الذي طرد كاكا رغم أنه المعتدى عليه أي الضحية؟ ومن غير سير مباريات كاملة مثل أستراليا وغانا والأوروغواي وهولندا؟ ومن الذي طرد بعض الحكام من المونديال لأنهم ذبحوا البعض بقراراتهم مثل الإيطالي روزيتي والأوروغواياني خورخي لاريوندا؟

ومع هذا يأتي الأخ غارسيا آراندا رئيس لجنة حكام الفيفا ويثني على حكام المونديال، ويقول إن أداء الحكام الـ29 كان «عظيما»، وإن 96% من قراراتهم كانت صحيحة!!

وقبله خرج علينا رئيس الفيفا ليضحك علينا بضع ساعات وليمتص غضب الأوروبيين عندما قال إنه سيدرس الاقتراحات المطالبة بدخول التكنولوجيا على القرارات التحكيمية، ثم يلحس كلامه لاحقا، لا بل ويتهكم على من انتقدوا الكرة «جابولاني» التي أثبتت اختبارات وكالة الفضاء الأميركية ناسا أن التنبؤ باتجاهها ضرب من المستحيل بعدما تتجاوز سرعتها السبعين كيلومترا في الساعة.. رغم أن من ينتقد ليسوا لاعبي حواري، بل هم نجوم كبار أمثال بوفون وكريم زياني ودونغا وعشرات غيرهم.

قليلا من التواضع أيها السادة في الفيفا، وكثيرا من الواقعية والشفافية في التعامل معنا نحن عباد الله المساكين الذين تأخذونهم يمينا ويسارا من دون أن تفكروا في استشارتهم أو مخاطبتهم.. فما بالكم بالضحك على ذقونهم أيضا؟!!