قمة العالم.. نهائي رومانسي؟

منيف الحربي

TT

أكتب قبل مباراة قمة العالم لكرة القدم وتقرأون بعد التتويج بساعات؛ حيث يهبط الحدث تدريجيا لسفوح الذاكرة حتى يستقر على أرض التاريخ، غير أن توقيت الكتابة لا يمثل مأزقا كما لو كان النهائي محليا، فالمونديال يبقى مثيرا بمتنه وهوامشه.. قبل وأثناء وبعد..!!

بطولة العالم التي اختتمت أمس في جنوب أفريقيا رغم إحباطها لكثير من التطلعات (فيما يخص المستويات الفنية وسطوع مشاهير النجوم والمنتخبات) فإنها تاليا عوضت عشاق المجنونة في أنحاء الدنيا بحضور الكرة الجميلة.. الممتعة والمدججة بكل تقنيات الفكر الرياضي الحديث.. ولعل وصول المنتخبين الإسباني والهولندي للمواجهة الختامية يشبه نهايات القصص الرومانسية الحالمة، خاصة حينما تكون مضمخة بعبق ذكريات لا تمحى.. ومتزينة بوجود أسماء كشنايدر وتشافي وآنستا وفيا وبيدرو وروبن وبوميل!

معظم الترشيحات ذهبت للماتدور الطامح لضم كأس العالم إلى جوار كأس أوروبا، غير أن الطواحين لن تستكين وهي تقف على أعتاب مجد لم تقترب منه سوى مرتين قبل 35 سنة، والاثنان ينشدان اللقب الكبير للمرة الأولى، فمن اعتلى هرم الكرة مساء البارحة من منصة جوهانسبورغ؟ وهل تزينت السماء بالأحمر القاني أم أشرقت باللون البرتقالي؟

توقعي وأمنياتي تذهب لإسبانيا في حين لن أحزن لو أنصفت هولندا نفسها واقتصت من الترشيحات التي شكلت منافسة أخرى أبطالها مخلوقات غير عاقلة.. فمن الإخطبوط إلى قطط وتماسيح وأسماك كلها دخلت اللعبة متأخرة فلم تحظ بشهرة بول ذي الثماني أرجل.. وبخصوص الأخير فقد قرأت أمس خبرا عن وكالة الأنباء الدنماركية قال فيه رائد خبراء أسماك الحبار في الدنمارك إن الإخطبوط وأسماك الحبار عموما تتسم بعمى كامل للألوان وإن توقعات بول محض صدفة، تماما كأن ترمي قطعة نقود!!

بعدما قرأت تعليق الخبير قلت في نفسي كلنا في لحظات أو مناسبات معينة نصاب بعمى ألوان ربما يسببه تألق فريق في مباراة أو يشي به تاريخ عريق.. لكن تبقى في النهاية ألوان الكرة وسحرها وفتنتها وأسرارها التي أشبه ما تكون برمي قطعة نقود لا يدري أحد على أي جهة تقع!!

انتهت الحكاية المثيرة التي استمرت لشهر من الزمان.. وستظل التعليقات والتحليلات حاضرة لمدة مماثلة قبل أن تدور العجلة باتجاه آخر.. كل كأس عالم وأنتم بخير!!