إسبانيا.. تنتصر للعرب!

هيا الغامدي

TT

بنهاية لقاء إسبانيا مع هولندا في النهائي الأقوى، وحصول الماتادور على اللقب العالمي، نكون قد طوينا الصفحة الأخيرة للمونديال الأفريقي، من جهتنا سننتظر الموعد الجديد، المونديال القادم، سنترقب ونحن نعقد الآمال مع الأحلام، برأيكم هل يكفي الترقب والأمل؟! أعتقد أن الفرصة سانحة من الآن للتخطيط وبناء الرؤية الاستراتيجية المستقبلية لمونديال البرازيل 2014م.

قلناها مرارا، لا يجب أن نشاهد ما لم نتعلم، ولا يكفي أن نتعلم دون أن نطبق ونفعل ونعمل، وليس صائبا أن نعمل ولا ننتج، ونصدر منتجنا للخارج، اعذروني فأنا «عربية»، والعرب بطبعهم عاطفيون، هذه نقطة ضعفنا التي لا ننكرها ولا ننفيها، وبصراحة حضورنا العربي بهذه المونديال لم يكن وافرا، حتى مع اجتهاد الجزائريين، وتألق التحكيم الناطق الرسمي باسمنا كسعوديين واسم الإمارات، مع ذلك فإن الحضور العربي لا يزال ضئيلا، ودون المستوى. في كل مرة نواجه خلالها الواقع نقع بمطب التساؤلات، هل هذا هو قدر العرب (الأدوار الابتدائية)؟ هل قدرنا كعرب سيبقينا طويلا على هامش الحدث العالمي؟! زدت بالوجع، والأسئلة تحاصر المكان، وتنكأ الجراح لتزيدها؛ هل سنبقى كثيرا على خط الزمن نرقب الآخر، نشاهد ولا نتعلم؟! نتقدم خطوة ونعود لنتأخر مليون خطوة، والدنيا لا تنتظر أحدا!! يا إلهي، حيرتني الأسئلة؛ من أين أنهي طريقا كنت قد ابتدأته بالنقاش، من أين أبتدئ، من هموم كرتنا المحلية، أم من عجز منتخبنا أخيرا عن الوصول لقوائم الكبار؟! أم من الحضور العربي الذي يصر كل مرة على ارتداء ثياب الخجل والحياء بكؤوس العالم، ويخلف من ورائه نوبة بكاء طويلة، وسط جوقة من حضور كبار الأرض؟!

والأجمل والمختلف والواقعي بكل شيء، والإيجابي، هو من وصل وظفر، فطرفا المعادلة المونديالية اسمان جديدان على ساحة اللقب، نعم، صدق المنطق، ولم يخطئ «بول» الكاهن، آمنت بالله الواحد الأحد، لم يعد هناك مكان للمهارة والعزف المنفرد، الكرة باتت انسكابا، تدفقا، انسيابا للفكر مع الهدف، وتدرجا للتصورات وتوازيها مع الواقع، الموازنة الجماعية، الذهن مع تكنيك اللعب.

الأندلس.. العرب.. روائح الفتوحات الإسلامية، الانتصارات، ماضي العرب المسلمين، تلك روائح زمن ماض نجح الإسبان في إعادته للواجهة العالمية مجددا، ليس غريبا أن تصب آمال وتوقعات العرب باتجاه الماتادور، إنه الميل الفطري تجاه النصر، والقريحة الإسبانية أجادت التنظيم داخل الملعب، وتفاعلت مع الديناميكية المنطلقة بكل صوب وحدب، تجاه الأهداف التي تشعر بأنها تنطلق من ذهنية حركية جماعية, ليس غريبا أن رأيت الشارع العربي يسكب الطموحات ببوتقة، كنا قد ظنناها على انعتاق وتواز مع الزمن، فعلها الإسبان وانتصروا للعرب..