كرتنا المحلية.. الهم المتعاقب!

هيا الغامدي

TT

بعد مرحلة توقف شبه تام عن قضايا الكرة المحلية طوعا أم غصبا كنا قد عشناها مع الحدث العالمي «المونديال»، تعود بنا الأيام لنلامس واقع كرتنا المحلية همومها واحتياجاتها! كثير من الأفكار تدور برأسي، وأود مناقشتها وأجدني أبدأ بالكثير من المصالحة مع الشأن الداخلي شيئا فشيئا، فشهر من الانفصال المحسوب والرؤية المزدوجة بين ما رسمته العقول والأقدام بجوهانسبورغ وكيب تاون وباقي المدن الأفريقية مسرح الحدث العالمي، وبين مرحلة الانفصال شبه التام التي نعاصرها مع كرتنا المحلية، من حيث الاستفادة من الدروس المتعاقبة كل مرة كخطط، لعب، تكتيك، ومنهجية لعب خاصة أن حالنا مع مونديال هذا العام يختلف عن السنوات السابقة، أتوقع أن من يرى ويشاهد من بعيد أفضل بكثير ممن يشارك ولا يترك أثرا إيجابيا، فعلى الأقل الترقب يتيح الفرصة لإعادة التفكير والبرمجة المنهجية لخطط القادم من الأيام .

على المستوى المحلي والفرصة تكاد تكون متاحة لفرقنا، التي تعيش انفصالا ذهنيا فنيا وجغرافيا عن دورينا حاليا وبدء الصافرة الحقيقية للمنافسات، فالفترة الاستعدادية بإمكانها أن تكون أكثر عمقا من مجرد معسكرات خارجية تصب في قالب المتعة حتى وإن غلفتها متطلبات الشحن الذهني المطلوب بطاقات إيجابية للموسم المقبل، تعبنا من مناقشة موضوع المعسكرات الخارجية في المواسم الماضية واستنفدنا المساحات ونحن نتساءل عن الجدوى الفعلية من تلك المعسكرات الخارجية والتي كثيرا ما تصب بقالب الندرة والمحدودية، فليس كل من أقام معسكرا خارجيا جاء وفي يديه مفاتيح البطولات. يعني المسألة برمتها إن لم تدرس وتوضع في قالب منهجي تخطيطي متعاقب ستصب بقالب سياحي ترفيهي «لا منه ولا عليه»... وبعدين؟!

الأكاديميات مشروعنا الوطني الحيوي المقبل، قلناها مرارا إن نقطة الانطلاقة الحقيقية بحق أصبحت تدرس وتمنهج وتصدر منتجاتها للخارج، تبدأ من التكوين المثالي للمنتج الرياضي الكروي، لا تكفي الموهبة في عالم زاده العلم والتفاعل الديناميكي والخطط المنهجية، لا يكفي الطموح ولا المدارس التي يرى البعض بأنها ورش عمل مستقبلية للأندية، فالمشروع الأكاديمي متى ما فعل ونفذ على درجة عالية من الاحترافية، بإمكانه نقل كرتنا لحيز العالمية أكثر وأسرع، المسؤولية مشتركة تقع على عاتق الاتحاد السعودي لكرة القدم، كما تقع على عاتق القائمين على الأندية بضرورة الإسراع بتنفيذ بنى القاعدة الأولية للمشروع الذي كان قد بناه الأمير الرمز خالد بن عبد الله (أكاديمية النادي الأهلي) ذلك النموذج الأولي للأكاديميات بالمملكة، لكن ألا توافقونني الرأي أن وجودها بمفردها على المستوى التنفيذي لم يخدمها كثيرا، فهي لا تزال حتى اللحظة بعيدة عن حيز المنافسات محليا، فكثرة الخيارات تثري المنافسة وتنميها، صدقوني وجودها وحدها سيضفي عليها طابع الجمود والانفصال عن البقية.

[email protected]