الأمل.. بين الشباب والعمل!

صالح بن علي الحمادي

TT

باسم شباب الأمة الباحثين عن عمل شريف عفيف يقيهم «تبعات» الحاجة والعوز.. نشكر للأخ عبد الله الهزاني، مدير التوظيف بمكتب العمل، ومدير المكتب الأخ محمد القصير، جهودهما المبذولة تنسيقا بين الشركات وطالبي العمل، لتوفير أكثر من 30 ألف وظيفة صيفية في القطاع الخاص.. وبمكافآت تتراوح بين 1200 و2000 ريال!

المجتهدون في قطاعات حكومية، من بينها مكتب العمل وغيره، كُثر.. بيد أن الأمور تزداد ترديا عند طرق كل ما يتعلق بالعمل والعمال.. كيف؟!

أولا لنبدأ بالشباب ونخاطبهم مباشرة.. عليهم تقع مسؤوليات (مباشرة) في ترفعهم عن الكثير من الأعمال التي كان يقوم بها أجدادهم، بل البعض من آبائهم أو آباء البعض منهم، خاصة الأعمال التسويقية البسيطة، مثل ما يسمى بـ«البسطات» من «البساطة».. «وبسط» البضاعة أمام المشترين في أماكن عامة.. كأسواق الخضار.. أو المكسرات.. أو القطع ذات طابع التسويق المباشر.. كالملابس والساعات والأقلام وغيرها.. مما سهل حمله وعرضه!

شخصيا أعرف شابا بدأ ببيع المكسرات (بالدين والسلفة) في سن العشرين، وكان يجمع ما بين 1500 و3000 ريال شهريا من ظهر (صندوق) سيارته «الوانيت» أمام التجمعات العامة.. المساجد.. والملاعب.. والمقاهي وغيرها.. واليوم وفي الثلاثينات دخله السنوي في عدة محلات في شتى المواقع بالملايين سنويا.

ومثله شاب آخر بعدما تخرج في الجامعة ولم يجد وظيفة.. شمر (الشمري) عن ساعديه وعمل في مجال بيع «الحاسوب والجوالات» عبر الهاتف.. وبعد نحو عشر سنوات لديه سبعة محلات تدر الملايين عليه سنويا.. كل ذلك لأنه لم ينتظر وظيفة (قد) لا تأتي إلا بعد سنوات؟!.

ثانيا.. وإنصافا للشباب الذين لا يملكون قدرات ومواهب تجارية.. خلقهم الله بعقول تنفيذية.. مع الأسف الشديد هؤلاء يجدون جحودا كبيرا من قبل القطاع الخاص، الذي يتعامل معهم كما لو كانوا دخلاء على مجتمع.. كل خير القطاع الخاص يأتي منه.. لا من سواه!

نعم إقطاعيون سعوديون.. لا يعدون ولا يحصون.. يفضلون التعامل مع كل أجناس البشر من غير السعوديين في سنترالاتهم ومجالسهم وحلهم وترحالهم.. ولا يقبلون المواطن الشاب، بل لا يطيقون اقترابه منهم، وكما لو كان «عميلا» لمنافسين في أسرار «بيزنس» خطيرة!

بقي القول إنه حتى في الأندية هناك وظائف إدارية وفنية بسيطة جدا (جدا) يشغلها وافدون بمؤهلات لا تزيد على الثانوية العامة.. وعلى الرغم من كل ذلك.. يغض السيد الدكتور غازي القصيبي (شفاه الله) النظر عنهم.. لماذا؟ لا أحد يدري.. يا دكتور غازي!

الأكيد أن دراسة متكاملة عن «التربية العملية» مثل «التربية الفنية» و«التربية البدنية» كحصة دراسية.. قدمناها لوزارة التربية والتعليم قبل عام.. ينتظر لها خلق ثقافة عمل جديدة لدى الشباب.. لا تزال تحت الدراسة.. فك الله عوقها!

[email protected]