خمسة زينغا..!

منيف الحربي

TT

في لقاء صحافي قبل سفر الفريق إلى معسكره الخارجي، تحدث المدرب الإيطالي زينغا عن فلسفته التدريبية، ورؤيته بشكل يعكس الانضباط الذي يميز المدارس الفنية الأوروبية.. وعن المباريات الودية التي كانت منتظرة «آنذاك»، قال: «في حياتي المهنية لم أحرص على كسب مباراة ودية، ولا على كتابة نتائجها، لأن النتيجة لا تهمني قدر ما يهمني تطبيق ما نعمل عليه.. لدي مباريات في مراحل الإعداد ضد أندية قوية فزت بها، لكن عندما خضت الدوري وجدت مشكلات مستمرة، وهناك مواسم كانت نتائجي في الإعداد سيئة، لكن في الدوري ظهرنا بمكاسب ممتازة..»!!

لاحقا، خسر النصر أمام اليوفي بخمسة أهداف، غير أن غضب بعض الجماهير المحبة وشماتة الآخر المضاد، صورت النتيجة وكأنها كارثة، مع أنها طبيعية جدا، سواء في سياقها الإعدادي الخاص، أو في إطارها الكروي العام، فالشوط الأول كان جيدا، وانتهى بتقدم ديل بييرو ورفاقه، إثر هدف يتيم جاء من ركنية في الثانية الأخيرة، وفي الشوط الثاني منح زينغا الفرصة للأسماء التي لم تشارك، كالحارس الوباري، وعبد المحسن عسيري، وأحمد الجيزاني، وهزازي، والحضرمي، وسعود حمود، والزيلعي، والشهراني، مما جعل تريزيغيه، وديفيد، وكاريجلا، يصلون للشباك الصفراء أربع مرات!

هذه ليست قراءة في لقاء تجريبي، أو تحليل مرحلة إعداد.. بل مقدمة لنقد سلوك تعودنا ممارسته وتكريسه، دون انتباه إلى أن ترسيخه بتلك السطحية يزيح من حياتنا تذوق اللمسات الفنية البديعة في اللعبة، ويحولنا لمجرد قوالب تستقبل القبح ثم تعيد تدويره!

بعد المباراة الودية العادية اشتغل الكثيرون بخمسة زينغا، واستدعوا خمسة الهلال ونيسان.. في المقابل جاء الرد باستعادة خمسة الشارقة وخمسة الأهلي ونتيجة أم صلال، الذي خسر العام الماضي من الاتحاد بسبعة، ثم بعدها بأسبوع، أخرج الهلال من الآسيوية.. لتشتعل مشاحنات فارغة مليئة بالضرر خالية من أي معنى، ولو كانت هذه الاستفزازات مقتصرة على المدرج لهان أمرها، لكن أن يتولاها الإعلام الرياضي بصورة كاريكاتورية فهذا ما يدعو للأسف، ويملأ الذهنية الرياضية بتنافس خاسر، قوامه من «سنتر» أكثر، ومن هزم بالخمسة أكثر..!!

* خيارات مرّة

* تبدو الخيارات الزرقاء هذه المرة كلها «مرّة».. «الحلو» الوحيد في الملف الشائك هو أنه بين يدي الأمير القدير عبد الله بن مساعد، وهو رجل صادق لا يعرف سوى النجاح.. أو النجاح!!

لا أستطيع لوم إدارة شبيه الريح، فقد انعكست الآية، ولم يعد «لكل مشكلة حل»، بل صار «لكل حل مشكلة».. فهي إن أحضرت مدربا جديدا، غامرت بالاستقرار الحالي والحلم الكبير، وإن أبقت غيريتس كما هو حاصل، فتحت على نفسها أبواب الجحيم، الذي سيزداد لو خرج الفريق من الآسيوية..!!

المسار الذي أخذته الأمور صار أكثر صعوبة، وفي ظرف زمني دقيق وحسابات حساسة، والمهمة تتطلب لعبة توازنات منهكة تتأرجح بين الشفافية والغموض، خاصة في نادي جماهيري يرتفع سقف طموحات محبيه إلى ما فوق النجاح العادي..!

لقد كتب على إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد أن تخوض كل صيف تحديا غير مسبوق، لكنها دائما تكون في الموعد وعلى مستوى التحديات..!