لبن الموسم الكروي..!

منيف الحربي

TT

توزعت أندية الدوري السعودي الممتاز على قارات الدنيا هربا من لهيب يوليو (تموز) الحارق.. غير أنها ستعود بعد أسابيع لحرارة أشد حتى والطقس يتجه حينها للتحسن، فالسخونة الفنية ومتاعب المشوار الطويل هي في الواقع أسطع وأقسى من أشعة الشمس، بالتالي ستنكشف الكثير من الملامح التي أخفاها ضباب أوروبا ومسافات أفريقيا وأميركا الجنوبية، وستذوب كل القوالب الجامدة، ويتبين من أضاع في الصيف اللبن..!

الغريب أن لكل ناد حكاياته المثيرة، بعضها تشابكت خيوطه في أكثر من عاصمة، وبعضها ظل يغزل محليا ويمتد ليلتف حول المعسكر البعيد، مؤثرا في أجوائه، على الرغم من أسلوب التكتم الذي صار مواجهة علنية في اليومين الأخيرين، كما هو الحال مع مسلسل «نور» التركي، ومحطة «العميد» المفتوحة للبث..!

الهلال يبدو الأكثر سيطرة على الأمور «ظاهريا» حتى لو كان مأزقه هو الأصعب، على الأقل ناحية تميزه بإدارة الأزمة.. بينما في النصر تشتعل الأجواء من لا شيء، وكلما انطفأت في جهة، تبرع من يوقدها في الجهة الأخرى، أما الشباب الذي قضى ثلاثة أرباع معسكره دون مدرب، فيعود بعد يومين لأبها، التي ما زالت ذكرياته معها طرية، عقب إعداده الباهت العام الماضي، وإذا كان الليث لا يعاني من ضغوط جماهيرية أو إعلامية، فإن الأهلي عكسه تماما، حيث لاحقته الانتقادات بسبب تأخر بعض تعاقداته مع المدرب وبقية اللاعبين الأجانب.. ولعل هذا هو قدر الأندية الجماهيرية..!

بقية العقد الممتاز توزعت في أماكن مختلفة، في ظل طموحات متباينة وأساليب مختلفة.. وإن توارت خلف وهج أندية المقدمة، التي لا يدري أحد ما هي نتيجتها النهائية.. الأهم أن تنتج هذه الفترة القصيرة المكثفة زمنا طويلا من المتعة المنتظرة، وأن يجمع النجوم رحيق الفن الكروي من مدارسه المتعددة، لينثروا أمام المتابع ورود العطاء المميز، ويمنحوه عسل الأداء اللذيذ.. هذا ما ننتظره، على الأقل من أصحاب المعسكرات الأوروبية الصاخبة..!