«المعسكرات».. خارج الحدود!

عادل عصام الدين

TT

سافر أفراد فريق النادي الأهلي لكرة القدم عام 1966 إلى لندن لمشاهدة نهائيات كأس العالم آنذاك، والتي انتهت بفوز إنجلترا في المباراة النهائية بعد تفوقها على ألمانيا. وتزامنت «معسكرات» فرق دوري زين للمحترفين هذا الصيف مع نهائيات 2010 في جنوب أفريقيا.

44 عاما تفصل بين «أشهر» رحلة لفريق سعودي قبل أن تسبقها زيارات متفرقة وقليلة لمنتخبات سعودية، والمعسكرات «الجماعية» للفرق السعودية المحترفة، وأظنها المرة الأولى في تاريخ كرة القدم السعودية التي تشهد هذا «السفر» الجماعي، وهو حدث غير مسبوق بلا شك، ربما حتى على مستوى العالم، ومع أنني لا أملك معلومات أكيدة في هذا الخصوص لكنني أعتقد أن هذه «المعسكرات» السعودية على مستوى كل أندية دوري زين حدث غير مسبوق.

لسنا الأفضل على مستوى العالم بلا شك، لا على المستوى الفني والطموحات.. ولا على مستوى الإمكانات المادية، ولذلك يبقى عامل «الطقس» هو المبرر الوحيد، وقد يكون المقنع في هذه «المعسكرات» خارج الحدود. ولذلك بات الحديث منصبّا كلما اجتمع رياضيون حول نشاطات فرقنا في الخارج. وتدور الأحاديث حول الصفقات والاستعدادات والنتائج.

خبراء وأساتذة الرياضة يؤكدون من خلال دراساتهم أن مثل هذه الرحلات الخارجية أو «المعسكرات» لها الكثير من الفوائد، لا سيما على صعيد الإعداد البدني.. ثم الإعداد النفسي والذهني.. علاوة على الإعداد المهاري والخططي.

لست مع من يرون أن هذه المعسكرات لا طائل من ورائها ولا فائدة منها، أو أنها تعد أنانية من المدربين الذين يفضلون إقامة المعسكرات في بلدانهم.

من الصعب جدا في ظل ارتفاع حرارة الطقس أن تقام التدريبات على نحو مفيد في ملاعبنا، ومن هنا جاءت أهمية «السفر» وإقامة المعسكرات في الخارج. ويبقى الأهم في هذه المسألة متمثلا في كيفية الاستفادة من المعسكر واللعب خارج الحدود.

أزعم أن الإدارة الذكية والمدرب الذكي هما من يستفيد أكثر من الآخرين من وجود جميع اللاعبين في مكان واحد خارج الحدود. المدرب الذكي هو من يعرف كيف يتفاهم مع خبراء الإعداد البدني في كيفية توزيع الجهد.. والاستفادة من الجوانب العلمية في هذا الخصوص، وأرى شخصيا أن الجانب البدني الذي لا يحظى بالاهتمام الجيد من قبل الأندية السعودية أهم جوانب إعداد الفريق الذي يطمح في تحقيق البطولات.

ليس مهمّا أن تفوز في الخارج، وليس مهمّا أن تعود قويا وتبدأ بقوة، ولكن المهم هو كيف تتمكن من وضع خطط علمية وبرامج مدروسة للمحافظة على أداء تتفادى من خلاله التذبذب والوصول إلى «الفورمة» المطلوبة في غير أوانها.

[email protected]