العرب المستعربة!

مساعد العصيمي

TT

لم أكن أرغب في الخوض في الموضوعات الجانبية.. وخاصة ذات النتاج الأقل قيمة لدى المتلقي.. لكن ما باليد حيلة، ومثل تلك تتراكض أمامك قسرا.. وتفرض عليك أن تكون حاضرا إزاءها.. إما للمساهمة في وأدها. أو حتى طرح ما يفضي إلى حلها.. نفعل ذلك ونحن ندرك أن أحداثا عربية عالية القيمة.. تستحق أن تكون في سياق التلاقي والحوار مع القراء الكرام.. كما هو رد الفعل الرائع بين الأشقاء في مصر والجزائر.. وأحسب أن العقل والمراجل كانا الحاضرين في لقاء الإسماعيلي وشبيبة القبائل.. فلا غثاء.. ولا متكسبين.. ولا حتى متنمرين.. من تجار الحرب أولئك الذين ما فتأوا يغمسون غيظهم في كل اختلاف عربي.. نعم سعدنا وأفقنا على لغة جزائرية مصرية راقية.. فإن كان ثمة خلاف قد حدث سابقا.. فثمة أواصر ومحبة استعادا ألقهما.. فمرحى للمصريين.. ومرحى للجزائريين.. ولا عزاء لمن جعل من الحبة قبة.. واستخدم المفردات الدنيئة.. ليس إلا أنه تافه.. ولا يستحق أن يكون في ركب المتطورين المتطلعين للأمام.

لكن ما عساي أن أفعل بعد تلك التوطئة.. وأنا أجد نفسي منساقا لمشاركة القارئ بتلك المواضيع ذات النتاج الأقل قيمة.. وأبدؤها بخبر المطرب عبد الله بلخير الذي تقدم لشراء الأخطبوط بول.. ليس إلا لأنه قد تفوق عليه شهرة.. فهل الذكي جدا بلخير يريد أن ينهي حياة المسكين.. كي تعود له مرتبة الأشهر.. نعلم أن المطرب الإماراتي من الثراء ما يجعله يستطيع أن يشتري حديقة الحيوان بأكملها.. لكن مع السبب المذكور اعتقد أننا إزاء غثاء.. كنا كعرب لا نتمنى حدوثه.. لا سيما أن الآخرين قد تناقلوه وتندروا به حتى أعياهم التندر.

في الشأن الثاني.. نذهب إلى ما تم تناقله من محاولة اعتداء الدولي المصري حسني عبد ربه على رئيس ناديه (الإسماعيلي) والسبب أن الأخير رفض علاجه في ألمانيا.. أي ثقافة؟.. وأي سلوك؟ نرمي إليه من أحد الأسماء الكروية العربية التي كنا وحتى الحادثة نظنها كبيرة.. محاولة الاعتداء باليد.. يا ساتر.. كبيرة جدا.. ولكي أجعل نفسي في محل الموضوعية حين كتابة هذا الموضوع.. فقد فتشت كثيرا.. عن شبيه له في التصرف... ولم أجد.. لكن حسبنا الله ونعم الوكيل.. وعليه فلن أجد غضاضة حين يتحدث الآخرون عنا.. خاصة فيما يذهب إلى: لماذا لم يبلغ العرب شأنا رياضيا متفوقا؟

عبد ربه مثال.. وعرب كثيرون في الإطار نفسه.. فهناك من يلطم الصحافية.. وآخر يرفض الالتحاق بمعسكر فريقه.. مؤثرا الراحة ومن ثم محاربة الأعداء المتربصين.. وهذا هو زمن كرة القدم المتخاذلة.. وعليه فلا تطالبوا بأن نكون متفوقين.. مادام كثير منا كذلك.

[email protected]