رعاية ولجنة واتحاد.. في عالم آخر!

عبد العزيز الغيامة

TT

أكثر ما لفت انتباهي قبل أيام، التصريح الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث قالت إن تعدد وسائل الإعلام خاصة الإنترنت يجعل من الصعب التعرف على صورة شاملة للرأي العام..!

وتضيف ميركل قائلة: «صار من الصعب الوصول إلى جميع الناس وجميع الأجيال لأنهم يستخدمون وسائل إعلام مختلفة للغاية في الوقت الحالي.. لا يوجد جمهور واحد بل جماهير كثيرة.. يجب مخاطبة كل منها بشكل مختلف، مشيرة إلى أن الشباب على سبيل المثال بات يحصل على المعلومات بشكل أساسي من الإنترنت، وبالتالي فمن الصعب الوصول إليهم عبر قنوات التلفزيون أو البرامج الإخبارية»!!.

هذه التصريحات الرسمية تجعلني أكثر توقفا عند غياب التقنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأقصد بالتحديد وجود موقع رسمي يغني عن الكثير من الاتصالات التي نقوم بها نحن الإعلاميين إذا أردنا التعليق على أنباء ما أو تصريحات، يتعين حينها رد رسمي من مسؤولي اتحاد الكرة أو حتى الأمانة العامة أو حتى اللجان العاملة..!

بصراحة لا أريد الخوض كثيرا في هذا الموضوع بالتحديد لأنه بات مملا من كثرة الكتابة عنه في شتى وسائل الإعلام الرياضية من صحافة وقنوات متخصصة.. لا يمكن أن يتصور متابع رياضي في أي بلد خارج السعودية أن اتحادا عملاقا مثل الاتحاد السعودي لا يملك موقعا إلكترونيا يتيح لكل العالم زيارته وتصفحه والنقل عنه!!

نسبة الشباب الذين يشاهدون الرياضة في تقديرات كل العالم هي الأكبر وبنسب ربما تتجاوز الـ70% أو تزيد، وهؤلاء لا يعرفون سوى الإنترنت، لكنهم ليسوا قادرين على قراءة خبر ما يخص المنتخب السعودي أو اتحاد الكرة أو أي لجنة تابعة لهذا الاتحاد!!

ربما يقول أحدهم إن لديهم لجنة إعلام وإحصاء، لكن الواقع يؤكد أنها لم تقدم شيئا سوى القليل من الأخبار التي تزود بها وسائل الإعلام.

وحتى أزيد «الطين بلة» كما يردد المثل الشعبي، لكم أن تتصوروا أن رعاية الشباب، وهي الجهة الحكومية التي تمثل الشباب، لا تملك موقعا على الإنترنت، والحال ذاته ينطبق على اللجنة الأولمبية السعودية التي تملك موقعا لكنه للأسف يعيدك للوراء إلى عام 2008، إذ تجد الصفحة مقتصرة فقط على المشاركة في ذلك الأولمبياد، أما الأخبار والصور والتاريخ وجديد اللجنة فلا شيء يذكر، والمؤسف أكثر أن موقع فريق العمل لتطوير المنتخبات السعودية جامد، ساكن، لا يتغير، لا يُحدث، آخر ما نشر فيه من أخبار كان قبل 5 أشهر من الآن.. يا له من تطوير..!

ختاما أقول فقط اربطوا بين الجهات الثلاث غير الموجودة في العالم الإنترنتي، وربما تخرجون بآلاف الاستفسارات.. واذهبوا لآراء ميركل ستعرفوا أنها كانت تقصد الشباب وأهمية مواكبة تطلعاتهم، فيما الرعاية واللجنة والاتحاد لا يزالون يعيشون في عالم آخر!

[email protected]