احتراف (هزازي).. مسؤولية مشتركة!

هيا الغامدي

TT

في كل موسم تتجدد قضية احتراف اللاعب السعودي خارجيا في الأوساط، لتتحول إلى مثار جدل في الشارع السعودي والإعلام، تجارب كثيرة مررنا بها تحت مسمى (الاحتراف الخارجي) في دوريات مختلفة من العالم، وبصراحة شديدة لم تخرج عن دائرة (المغامرة واكتشاف المجهول)، فالنتائج والمردود والعوائد (لا شيء)! فعلى الرغم من نهم اللاعب السعودي وترقبه للاحتراف الخارجي، فإنه لا يزال بعيدا عن متطلباته الأساسية، وإن وجدت الفرصة تنتهي سريعا، ولا تحقق الحد الأدنى من الإيجابيات التي تعمق التجربة وتنميها، مشكلة لاعبينا في الاحتراف، البعد عن الهدف الأساسي، الذي يجب أن تنطلق منه، التجربة وهو الرغبة في تطوير مستوياته، وتنامي موهبته الكروية وصقلها، مشكلة لاعبينا، التركيز على المادة، و(التباهي) بلفت الأنظار، وبالتالي فهم فاشلون احترافيا بالشأن الخارجي!

فرحت كثيرا للاعبنا الموهوب (هزازي) الذي تقدم له أشبيليه الإسباني، رابع الدوري، وبطل الكأس، الموسم الماضي بعرض رسمي، ولكم أتمنى أن تتم الصفقة على خير، ويصبح لدينا لاعب في الدوري الإسباني، فصغر سنه وموهبته، كفيلان باحترافه، لكنه كوجهة نظر...(احتراف ناقص)، متى وقف عند ذلك الحد، فالاحتراف المكتمل الجوانب يجب أن تتحقق من خلاله كل متطلبات الهرم الأساسي، التي تبدأ بالتجهيز والإعداد الذهني والنفسي قبل البدني لتأمين تجربة تعود عليه وعلى كرة بلاده بالنفع والفائدة، كونه سفيرا سيقرب المسافات مع الآخر!

لكن التجارب الماضية كانت قد أثبتت نقطة خلل أساسية تمثلت (بالحلقة المفقودة) بين احترافنا واحتراف الآخرين في الدول المتقدمة التي نتطلع لتثبيت أقدام عناصرنا المحلية، فيها وبالتالي فنحن لا نحقق النجاح ولا الإقناع ذاتيا، لكي نقنع الآخرين! فهناك تخط للواقع وقفز على متتالية الهرم الاحترافي بالشكل الذي يمهد للنجاح! وبالسياق اطلعت على تقرير للباحث الأمريكي (ديفيد كيز) ذكر فيه أن هناك عقبتين تقفان في طريق احتراف لاعبينا خارجيا (اقتصادية) و(ثقافية) فالأولى تصب في ارتفاع الأجور وقيمة العقود المحلية، والثانية تتعلق بالطابع الاجتماعي المتشدد الذي انعكس على اللاعبين وكرة القدم! فكان من أهم الحلول التي اقترحها (كيز) مبدأ المهنية والتعاطي مع اللاعب كموظف، بعيدا عن (الدلال) الذي عنون دورينا السعودي به ودعم الأشخاص، بعيدا عن العمل الاستثماري المؤسساتي ولعل المثال الأقرب لوضعية كهذه تلك التي شكلت بيئة عزلة احترافية في اليابان سابقا قبل أن تنفتح على العالم ويصبح لديها محترفون مميزون (كناكامورا) بسلتك الأسكوتلندي، فالكرة اليابانية مرت بفترة كساد وتراخ من جراء تلك العزلة التي ما لبثت أن انفكت ومهدت لحضور باهر رأيناه في كأس العالم الأخيرة، لكنه سيمهد لحضور أقوى ونتائج أكبر في أمم آسيا...(نسأل الله الستر والسلامة) لمنتخبنا الذي سيشارك في ذلك الاستحقاق! الأكاديميات نقطة انطلاق رئيسية في تعميق مفهوم الاحتراف وترسيخه في أذهان اللاعبين منذ نعومة الأظافر، اتركوا الحواري وعشوائية المدارس، وثبتوا الأكاديميات، وانتظروا النتائج و(بياض الوجه) بإذن الله تعالى!

[email protected]