الطيور المهاجرة

عبد الرزاق أبو داود

TT

سأل أحدهم عن معسكرات فرقنا الكروية خارج المملكة خلال فصل الصيف.. وكان أكثر تحديدا في معرفة رأينا المتواضع في «فوائد ومساوئ» هذه المعسكرات.. وهل هي ترف صراح أم ضرورة ملحة؟ ونظرنا «لأهمية» السؤال..! فقد كان لا بد من الإجابة، وبشكل واضح. ردا على سؤال الأخ الكريم نقول: إن عملية إقامة المعسكرات الخارجية لفرق كرة القدم ليست بالأمر الجديد على كرة القدم السعودية، فقد ذهبت فرق سعودية لإقامة معسكرات لها في الخارج في بداية عقد السبعينات الهجرية من القرن المنصرم، وفي مصر تحديدا.. وظلت عملية الهجرة الكروية الصيفية تنشط وتخبو اعتمادا على معطيات رسمية واقتصادية وإدارية تتأرجح بين الرفض والقبول! وهناك من يرى أن لهذه المعسكرات أهمية كبيرة في إعداد فرق كرة القدم لخوض المسابقات الكروية الموسمية المختلفة.. وهناك من عارضها واعتبرها مضيعة للوقت والجهد والأموال.. وترى هذه الفئة أن في بلادنا مناطق مهيأة لإقامة مثل هذه المعسكرات في كل من أبها والباحة والطائف، حيث الأجواء المناخية المناسبة، وحيث تتوفر مدن رياضة ملائمة.

ومع أن الأغلبية (في تقديرنا) من مسؤولي الأندية الرياضة السعودية ومسيريها هم من الفئة التي ترى ضرورة وأهمية إقامة المعسكرات الخارجية في تهيئة اللاعبين بصورة لياقية وفنية وصحية ونفسية، وهذا توجه قد يتفق معه كثيرون ممن يعرفون أحوال الأندية وظروفها الحقيقة.. إلا أن فئة أخرى ترى أن التكلفة المادية العالية نسبيا لإقامة هذه المعسكرات في الخارج، خاصة في الدول الأوروبية، وطبيعة الظروف الاجتماعية هناك تبعث برسائل سلبية عن هذه المعسكرات، كما أن الاحتكاك مع الفرق المحلية هناك عادة ما يكون مع فرق متواضعة، إضافة إلى تلاعب بعض السماسرة، وأن هذه المعسكرات تحولت إلى اصطياف واستجمام.. وأن الأجدر إقامة هذه المعسكرات في بلادنا على شكل دورات مقننة في المناطق السعودية الملائمة.. واستقدام فرق خارجية للمشاركة فيها، وهذا رأي نحترمه.. غير أن مسيري الأندية لهم رأي آخر يتمثل (كما نتصور) في أحقيتهم باختيار الأمكنة والفرق والظروف التي يرونها ملائمة لإعداد فرقهم في ظل عصر الاحتراف والمهنية، وبالتالي فإن هذا الرأي له أهميته، وهو محل احترامنا أيضا. وعطفا على ما تقدم فإن إجابتنا على السؤال المطروح أساسا هنا هي: إن إقامة معسكرات داخلية أو خارجية هو أمر تقديري خاص، تملكه إدارات الأندية الرياضية من حيث اختيار الوقت والمكان والكيفية، بعد موافقة الجهة المعنية. أما نجاح هذه المعسكرات من عدمه، فتلك مسألة يعكسها أداء الفرق الكروية في المسابقات المختلفة، وطبيعة البرنامج الإعدادي، ومستويات الفرق التي يلعب ضدها الفريق المعسكر، والالتزام بنظام معسكر محدد ومرن، والقدرة على التعامل مع اللاعبين والأجهزة المختلفة للفرق بمنهجية وموضوعية، بعيدا عن الإفراط أو التفريط.. وهي معايير قد لا يوافق عليها البعض، إلا أنها تظل مقبولة لدى البعض الآخر؟!