من بطولة النخبة

عادل عصام الدين

TT

المشجعون في أبها، أو في المنطقة الجنوبية بشكل عام، يحرجونك كضيف وزائر بالكرم والتعامل الراقي. وفي المدرجات لم أر مثل هذه الجماهير بتعاملها الرائع مع الجميع.

بغض النظر عما حدث في مباراة الهلال والوداد، التي كانت أكثر المباريات سخونة وإثارة وندية، من تجاوزات، أسوأها نزول 4 مشجعين إلى أرض الملعب، أزعم أن مشجعي المنطقة يتمتعون بأخلاق عالية وطيبة وكرم وسخاء، ولا وجود للروح العدوانية، والإساءات، وما حدث في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة البطلين السعودي والمغربي كان مفاجئا، وهو بالتأكيد لا يعبر عن حقيقة عشاق الرياضة في أبها البهية.

وكنت بالأمس قد كتبت عن تقارب المستويات، واعتبرت هذا العامل من أهم أسباب نجاح بطولة النخبة الثالثة، إلا أن المفاجأة تمثلت في الهزيمة الثقيلة لفريق «أفريكا سبورت» الإيفواري، فأي تقارب في المستوى وبولونيا الإيطالي يدك مرمى العاجيين بستة أهدف مع الرأفة؟!

الفريق الإيفواري اسم «ثقيل» في عالم كرة القدم الأفريقية، وهو دائم الحضور أفريقيا مثله مثل فرق النخبة الأفريقية الأهلي المصري والترجي والأفريقي التونسيين والرجاء والوداد المغربيين وكوتوكو الغاني، لكنني لا أعرف ماذا حدث له أمام الفريق الإيطالي الذي لعب مرتاحا وقدم عرضا جميلا، بيد أن مباريات الطرف الواحد تفتقد للتشويق والإثارة مهما كانت مهارات وعروض وإبداعات «الطرف الواحد»، لأن كرة القدم الحربية لا تتميز إلا بالسجال والتكافؤ والندية. لذلك باتت كرة القدم بفضل عنصر «الصراع» اللعبة الأكثر شعبية في العالم.

أعود للهلال وأقول إن الأزرق كان جيدا لكنه لم يقدم كل ما عنده رغم أنه فرض سيطرة تامة في كثير من لحظات المباراة، ولا شك أننا ننتظر عرضا أفضل في المباريات القادمة، متوقعا تأهل الهلال والشباب وبولونيا والوداد إلى دور الأربعة، وأظن أن «التقارب» سيكون حاضرا بالفعل في الدور نصف النهائي.

وانتظرونا مع لاعبي السهر والتدخين والغرور والعنجهية!!

[email protected]