الفريق القوي المميز «عناصريا» يقدم غالبا عددا أكبر من عناصره للمنتخب، وكلما تميز الفريق المحلي عناصريا كان له حضور أفضل من خلال عناصره في صفوف المنتخب الوطني.
أقول.. عناصريا، لأن التفوق بالأفراد لا يعني تفوق الفريق في كل الأحوال. لأن البطولات لا تتحقق بالتفوق «العناصري» فقط.
الاتحاد مثلا كان أفضل حالا من جاره الأهلي في الموسم الماضي بشكل عام، بل إن الاتحاد اختتم الموسم بالفوز بأغلى البطولات بعد تفوقه على منافسه القوي الهلال والحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين، لكن التشكيلة الجديدة التي قرأناها بالأمس ضمت 7 لاعبين من الأهلي و6 لاعبين من الاتحاد. ومع أنني أرى أن الاتحاد لا يزال الأفضل عناصريا من منافسه الأهلي بسبب التوجه الجديد للمدرب بيسيرو الذي يفضل اختيار اللاعبين «الشباب»، فإن «الاختيار» الجديد يسجل لصالح الأهلي لأن الأهلي هو المستقبل.
صحيح أن الاختيار خاصة في مثل هذه الحالة الأخيرة حيث يلجأ بيسيرو للاختيارات الواسعة سعيا للوصول للتشكيلة النهائية المناسبة لا يعد مقياسا دقيقا، إلا أنه مؤشر وانعكاس لإمكانيات كل فريق عناصريا.
يظل الهلال هو الأفضل.. وقد جاء في المقدمة بـ9 عناصر في المنتخب، وتراجع الشباب بـ5 عناصر، وتراجع النصر كثيرا بعنصرين فقط.
أعود وأؤكد أن الاستعانة بلاعبي الأندية لضمهم للمنتخب الوطني ليست مقياسا دقيقا لتفوق فريق على آخر، إلا أنها مؤشر جيد وعامل يساعد على قراءة إمكانات الفريق من ناحية الأفراد أي الكفاءة والمقدرة الفنية وليس المقدرة الجماعية.
الاتحاد.. مقارنة بالهلال.. وهما الأكثر تفوقا والأفضل حضورا في السنوات الأخيرة.. يجب أن يستفيد من «الاختيار» الأخير، وسبق أن طالبت الاتحاديين بضرورة التجديد على مستوى لاعبي الصف الأول، وسيعاني الاتحاد أكثر من أي وقت مضى بسبب توقفه عن الاستعانة بلاعبين محليين من أندية أخرى وارتفاع معدل أعمار نجومه، إلا إذا تخلى العميد عن تردده وخوفه وأتاح الفرصة لأبناء النادي من الشباب.
تخلى الاتحاد في السنوات الأخيرة عن خطه الذي انتهجه بالاعتماد على اللاعبين «الشباب»، ولم يحرص على معادلة التوازن بإحضار النجوم من الأندية الأخرى وإتاحة الفرصة لشبابه، ولذلك سيكون الوضع صعبا في ظل توقف «الإمداد» لا سيما أن جوزيه عُرف بأنه أحد من يفضلون الاعتماد على الفريق الجاهز والرغبة في شراء عقود لاعبين من خارج أسوار النادي.