ينتظرون!

عبد الرزاق أبو داود

TT

في محيط ساحة أو مدرج أو ملعب أو بوابة أو ردهة تجدهم هناك.. ينتظرون.. يتلهفون.. يحلمون.. يتساءلون. هم هناك منذ سنوات طويلة.. يغيب البعض منهم.. ويحل آخرون. تتواصل نغمة الحياة ساربة على محطات الانتظار.. لعل آمالهم الحالمة المنتشية تتحقق.. ذات مساء أو صباح.. هل رأيتهم؟ هل تحققت من صفحات وجوههم ووهج ابتسامتهم المعبرة؟ هل نظرت في أعماق أعينهم؟ إنهم هناك بآمالهم.. وعراقتهم.. وحبهم.. لا ينتمون لأحد. إنهم ينتمون إلى عشقهم الرياضي فحسب.. يحلمون بألوانه.. يتغنون بتاريخه وانتصاراته وبطولاته وصولاته ورجالاته.. لا يشدهم كثير من التحولات التي اكتنفت أنديتهم مؤخرا.. لا تستهوي معظمهم تلك «المستجدات» التي هبت رياحها العاتية على مسيرة أنديتهم فحولتها من ساحات للحب والمودة والإخاء.. إلى «مؤسسات» تجارية» جافة صلدة لا تعرف غير لغة المال سبيلا ومعولا وأداة طحنت في طريقها جل السمات الإنسانية.. لغة عسيرة سادت.. وتعامل مادي طغى. تحولت أندية التلاقي والمحبة إلى آلة صماء لا ترحم.. همها المادة.. لا تتعامل إلا بالبنكنوت.. وليذهب ما عدا ذلك إلى حيث ألقت برحلها أم..!

في ظل ما تقدم وما تيسر.. يطل علينا من يتساءل تهكما.. أو انتهازا: أين انتم وماذا فعلتم؟.. وبأي «حق» تدعون عشقا أو تملكون صوتا أو تنثرون أحلاما وردية؟.. اذهبوا بعيدا فمن لا يستطيع «نفقة» عليه أن يتوارى.. نعم يتوارى.. فتلك هي لغة «العصر».. لا رياضة ولا عشق ولا مزاولة ولا مشاركة ولا شيء من تلك الأحلام السابقة يمكن أن يدخل في بنك المادة وأخلاقياتها وطرائقها «العصرية».. «التطويرية».. «المنتشية» بأحلام الظهيرة.. وما على الحالمين الآخرين سوى حمل «توهماتهم» والبحث عن «سلوى» تلملم بعضا من آلامهم الوردية!!

نقاط:

* يبدو أن التحضيرات الأهلاوية هذا الموسم، وبعد الأخبار المتواترة عن فريق كرة القدم واستعداداته، والتعاقد مع جهاز فني جديد ولاعبين وافدين «مميزين»، يُؤمل أن يشكلوا إضافة مؤثرة في الفريق الأهلاوي، وفي ظل إدارة جديدة برئاسة الأمير فهد بن خالد ونائبه المهندس خالد عبد الغفار اللذين ينشطان في سبيل الأهلي.. فمن المنتظر أن تتفاعل هذه المعطيات الأهلاوية إيجابيا في ظل الدعم القوي واللامحدود من قبل رئيس هيئة أعضاء شرف الأهلي الأمير خالد بن عبد الله.. والتوفيق في انطلاقة أهلاوية «مختلفة».. خاصة إذا ما تكاتف الأهلاويون.. وهو ما يسعى إليه الأمير خالد الذي قدم الكثير للأهلي ونجاحاته على مستويات مختلفة.

* بطولة النخبة الدولية المقامة في أبها عروس عسير والجنوب.. فكرة رائعة وخلاقة تحسب لسمو الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، الذي استطاع أن يقدم لنا مسابقة دولية رياضية جيدة الإعداد والتنفيذ والتنظيم.. وتضم مجموعة من الفرق واللاعبين على مستوى راق. الأمل معقود في تطور هذه الدورة.. حضورا وتنظيما في الأعوام القادمة.

* اتصل مهنئا بقدوم الشهر الكريم والعودة من الإجازة.. وتساءل: أين أنتم؟! عزيزي.. شكرا على سؤالك، فنحن بحمد الله وقوته هنا على الدوام.. ونتمثل قول الشاعر: «وحنكتني من الأيام تجربة.. حتى نهيت الذي قد كان ينهاني»!!