اختلفوا.. لكن لا تحقدوا!

مساعد العصيمي

TT

لست في موقع القاضي.. ولا أدعي علما بما لا أعرف.. لكن هناك في تشخيصنا لرياضتنا كثيرا مما يحتاج إلى الهدوء والتسامي كي يحسم أمره.

اختلافات متناقضة.. وآراء متباينة.. وقضايا كثيرة معلقة.. وأخرى شائكة.. وثالثة مبهمة.. ولن أقول إن هناك أخرى ضائعة.. لأنني ليس لدي علم بذلك.

الشاهد أننا نختلف في كل شيء.. في التوافه.. وفي النادي.. وعلى وقفة اللاعب واختيار المدرب.. ليس اختلافا إيجابيا.. وكثيرا ما نأخذ في اللت والعجن أوقاتا طويلة مملة.. لتفسير ما ليس له تفسير.. كما هي تصادمات إعلامنا، وبما جعل الجماهير أكثر حنقا كل على الآخر.. ليس إلا أن هناك من يوقد ذلك ويستأنس بإذكاء ناره.

حاليا بشأن ما تم الذهاب إليه من وقوف لاعبي النصر لأجل مشاركة لاعبي لاتسيو الحداد على زميل لهم متوفى، ما الذي يجعلنا نصل إلى حدنا في التناقض والتباين في تفسير الأمر؟.. فناقل الخبر والمعلق عليه من ناحية دينية ما برح يريد إثبات الحكم.. والمدافع عن الأمر أفاض وجعل الخوض فيه من باب الدس والكيد والضغينة، وإلباس الرياضة فوق طاقتها.

من جهتي تساءلت: لماذا نجعل مما يحتمل.. لا يحتمل؟.. لماذا نغوص في إشكالات أقل ما يقال عنها أنها تعبير عن تحد؟.. هي قضية عارضة.. علينا أن نقيسها بمقياس العقل.. فمن الناحية الشرعية هي مرفوضة.. لكن من الناحية الاجتماعية حين تكون في بلاد من عمل ذلك وفرضت المجاملة أو الموقف وجودك ووقوفك.. هنا فالأمر لا يستحق أن يأخذ أبعادا أكبر، وعلينا أن نبحث عن عذر لتصحيح ذلك. وعلينا أن ندرك أن منظمي المونديال قد يفرضون ذلك.. فهل سنهرب من المباراة؟.. علينا أن نتفتح أكثر كي نستوعب العالم من حولنا.. وعلينا أن نتسامى أكثر كي نقبل رأي من وجدوا في ذلك خروجا على ما اعتدنا عليه.. ليكن حوارنا بناء.. وتعاملنا موضوعيا.. إما أن نتحارب لأجل شأن سميناه مأزقا (أجزم أنه من اليسر الخروج منه).. فذلك شأن من يستشعر الريبة ويتوقع الويل من الآخر.

الأمر يندرج أيضا على المتلاسنين في شأن انتقال هزازي.. فهلا تركتمونا ننتظر من هو على حق.. الوكيل أم النادي؟.. ذلك جزء من إشكالات نحن باختيارنا من يجعلها تكبر تباعا حتى تبلغ مرحلة الضغينة.. ليس إلا أننا جبلنا على الرفض وتوقع الويل والثبور.. وكأن التنافس ليس سبيلا إلى الرقي في الفكر والعمل.. بل إننا جعلناه عنوانا لاختيار أقذع الألفاظ والألقاب لمن نختلف معهم..

والمصيبة الآن أن أصحاب الميول الواحدة باتوا في الشأن نفسه، والسبب أن المصالح تباينت.. والضحية الجماهير والأندية.. ومن ثم مستقبل كرتنا التي تمنيناها متقدمة.. لكننا من يضع العراقيل أمامها!

[email protected]