نهائي «نخبة» المدربين

عادل عصام الدين

TT

لأن الهلال والشباب.. هما من لعبا في نهائي بطولة النخبة الدولية الثالثة، فإن من شاهد مباراتهما المتكافئة المثيرة القوية يتصور كأنه يشاهد إحدى المباريات التي جمعتهما في عدة نهائيات محلية «رسمية»، بل إن نهائي النخبة بالمستوى الفني والحضور الجماهيري فضلا عن الاحتفالية بعد انتهاء المباراة، كانت في مستوى كثير من المباريات الكبيرة في الدوري السعودي.

ولذلك، أقول إن الشباب والهلال كانا أكبر كاسبين.. ومنتصرين من خلال المشاركة في هذه البطولة الناجحة التي كانت أفضل وأقوى استعداد لخوض مسابقات الموسم المحلي.

نجحت المباراة.. ونجح البطلان السعوديان، وأضفت الجماهير بحضورها وكثافتها رونقا وجمالا على النهائي الجميل.

مدربا الفريقين كانا من أكثر النجوم الذين سلطت عليهم الأضواء، والحقيقة أنهما يستحقان أن يكونا من بين قائمة أفضل المدربين الذين شاهدتهم ملاعبنا.

ثمة قاسم مشترك يجمع بين المدربين الناجحين بغض النظر عن كفاءتهما وخبراتهما الشخصية.. إنها قوة الشخصية التي تعد أهم عوامل نجاح أي مدرب.

كل خبراء وأساتذة اللعبة الرياضية يؤكدون أن لـ«قيادة» المدرب أهمية كبيرة في تحقيق النجاح، والقيادة ليست خبرة ولا كفاءة ولا قراءة في الملعب، بل هي موهبة.. وشروط لا بد أن تتوافر في القيادي لكي يستحق ويستطيع قيادة من يشرف عليهم.

حين سئل مدرب الشباب عن عيب اللعب بطريقة (4/5/1) والاعتماد على مهاجم واحد أجاب بكل حنكة وذكاء، مشيرا إلى أن الطريقة ليست مجرد أرقام لا يمكن أن تتغير أثناء المباريات، والشباب.. وحتى الهلال الذي يلعب الطريقة.. مثلهما مثل معظم فرق ومنتخبات العالم في الوقت الراهن تلعب بهذه الطريقة، التي تتحول أثناء الهجمة وفي كثير من الحالات إلى (4/3/3). ومن هنا، يستغني المدربون عن اللعب بمهاجمين والاستغناء عن طريقة (4/4/2) والاعتماد على كفاءات ومقدرة لاعبي الوسط الذين يملكون إمكانات هجومية تؤهلهم للعب حتى في مركز رأس الحربة.

مدربا الفريقين الكبيرين برزا كقائدين وموجهين سواء داخل الملعب أو خارجه، ولو سئلت عن أكثر ما أعجبني في الحضور الهلالي - الشبابي في بطولة النخبة لاخترت عامل الانضباط.

كنت أراقب تحركات الفرق حتى في ردهات ومطعم واستراحات الفندق باستثناء الشباب، وقد أعجبني الانضباط الهلالي، أقصد انضباط اللاعبين واحترامهم الوقت وتنفيذهم التعليمات.

تحية للشباب والهلال على قرار المشاركة، ومبروك هذا المستوى المتميز وألف شكر لكل من عملوا على نجاح بطولة النخبة، وعلى رأسهم الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير ووكيل الإمارة عبد الكريم الحنيني، وأعضاء اللجنة المنظمة بقيادة عبد الله مطاعن وحسن القحطاني وغانم القحطاني.

«مبروك» للجميع ومزيدا من النجاحات.

[email protected]