.. ونور في الوحدة

محمود تراوري

TT

«إنهاء مشكلة نور»، «نور لن يلعب للنمور»، «اليوم عودة نور»، «نور يقاطع تدريبات الاتحاد، «إغلاق ملف نور»، «نور يرفض الكشف الطبي»، «لماذا يرفض نور الكشف الطبي؟»..

جملة عناوين ظلت تفرض نفسها على الصحافة الرياضية (مقروءة ومرئية) طيلة الأسابيع الماضية. تباين التعاطي المهني مع «الخبر/ القضية» من مكان لآخر. الصحافة الرصينة التي تطبق معايير المهنة تعاطت مع الخبر بما تمليه متطلبات المهنة، ولم تنجرف إلى أبرز وأخطر عيوب المهنة وهي الانحياز، إما مع أو ضد، أو الارتهان للذهنية السائدة التي تقول رأيا فيه العاطفة والمشاعر إما سلبية أو إيجابية، فتذهب بعيدا عن أساس المهنة وهو الموضوعية. عندما تتدخل المشاعر في عمل مهني تفسده أيما إفساد وتضلل الرأي العام.

قضية نور لم توفق الصحافة في طرحها، ومرة أخرى تكون المفارقة أن تُطرح أجمل المقالات – عندي – حول القضية بعيدا عن الصفحات الرياضية، على نحو ما كتبه القلم الصحافي المخضرم جدا والمشاغب جدا محمد عبد الواحد في «عكاظ» يوم الجمعة الماضي. وعلى ذمة أحد الأكاديميين المتخصصين في الصحافة، فإن الأكاديمية لن تجد مادة تطبق عليها الدرس العلمي في كتابة الخبر وصياغة القصة الصحافية، أجمل من مادة «مشكلة نور مع الاتحاد».

يضحك هذا الأكاديمي وهو يلفت إلى أن كل ما ينشر، لا تجد فيه أي اقتراب من «أس المشكلة وحقيقتها»، حتى لتبدو القصة عملا دراميا مفككا عقدته الدرامية تائهة جدا، مما يربك المتابع، ويجعله عاجزا عن الرغبة في متابعة «الفيلم» لما يشوبه من ثغرات فنية واضحة تفقده التشويق.

لكن عندما كتب الزميل أحمد الشمراني «نور في الأهلي»، وقال أحد الوحدويين إن أحد المرشحين لرئاسة الوحدة وهو رجل الأعمال سعد القرشي يشاع أن من أهم نقاط برنامجه الانتخابي هو نقل «نور للوحدة»، رأى الأكاديمي أن هذه بهارات وإثارات فائقة الجودة، وربما تكشف عن جذور المشكلة، لينتهي الفيلم على طريقة الميلودراما الهندية بعودة نور إلى مسقط رأسه وإنهاء مشواره الكروي في الوحدة الذي يروى أن نور خطا خطوته الأولى في دروب المجد والشهرة والتعب من بوابته هناك في العمرة، لكنه لم يجد ترحيبا، فتفجرت موهبته في الاتحاد، وأنه سيعود الآن للوحدة، قائدا فينيقيا ينتشله من الرماد، ليحلق مع الكبار بعد غياب عقود، فيؤكد أسطورته في مدينة الحكايات الكبرى والعراقة والتاريخ.

صديقي الأكاديمي يرى أن السيناريو شبه السنوي لنور لا بد أن ينتهي هذا العام نهاية قوية، مدوية تكون ختاما لفيلم بات يمله الجمهور مللا لا يقل عن ملله من «باب الحارة» الذي سيفتح لياليه بعد قليل.

طاب رمضانكم.