لم أرغب في الكتابة مباشرة بعد حادثة طرد الثلاثي الشبابي من معسكر المنتخب.. ليس إلا لكي أستزيد من الأمر وأقف عليه بحيادية.. ودون مبالغة.. فبعد الوقوف على الأمر وقصة الخمسين دقيقة راجعت ماهية النظام والانتظام.. وهل هو سبيل حقيقية نحو النتاج الجيد المطلوب.. ومع أن الإجابة.. نعم.. إلا أن المبالغة في التنفيذ والتشدد في التطبيق.. أحسب أنه يضر ولا ينفع.
قبل أن أدلف إلى الموضوع بقي أن أشير إلى أن من عنوا بالطرد هم من فئة عالية التقدير والانضباط والاحترام داخل وخارج الملعب.. ومعها أجزم أن السيد بيسيرو بعيد عن الأمر وإن حاول أن يكون هو رب الدار والمتصرف فيها من خلال مؤتمره الصحافي!
أقول لصديقي فهد المصيبيح هلا أخبرتنا عن ماهية النظام الذي تتبعه، لا سيما أنك معني بمنتخب للجميع.. وليس لجهة أو فرد.. ما هي الآلية.. الطريقة.. ألم تعلم أن وقع كلمة طرد أو حتى منع على مثل هؤلاء من الممكن أن تغير في كيفية تعاملهم مع العمل الوطني؟ وأسال ماذا لو كان الغياب ليوم.. أو لا قدر الله لسبب غير منطقي.. أو.. ماذا.. هل ستحول الأوراق للنائب العام؟!
كنا في السابق قد تمنينا على أخينا فهد أن يوقف ما دأب عليه من جوائز انضباط والإعلان عنها.. وهي كهذه قد نقبلها لمنتخب الناشئين لكن الكبار.. لا؟!.
أعاود القول إن ما تم تجاه محترفين من أصحاب الخبرة والسمعة المثالية الرائعة فيه مبالغة مؤلمة آلمت الجميع.. وبما يجعل الأمر ضارا أكثر منه نافعا.... وماذا كان يضرك حين تكون عقوبة داخلية.. أوليس في سجلاتكم مفردة توبيخ.. تنبيه.. إنذار.. وبإجراءات تضمن سلامة سيرة المعنيين.. أما عن المنع أو الطرد والتشهير والتوصية بخصم نصف الراتب.. لثلاثي عاد توا من مسافة تزيد عن الألف كيلومتر.. فماذا نقول؟
عزيزي فهد.. لا نشك أبدا في حسن توجهك.. لكن المبالغة في الضبط والربط قد تؤدي إلى نتاج سلبي.. خاصة أن من يحضر للمنتخب الأول هو لاعب محترف مدرك لأبعاد مهمته.. وإن كنا ندرك أن هناك من يشذون عن القاعدة.. لكن هم ليسوا الأصل الذي نبني عليه توجهاتنا، ولاعبو المنتخب الأول ليسوا طلبة مدرسة صغارا الحزم سبيل لتعليمهم.
ما كنا نرمي إليه أن تكون هناك برامج وتوجهات موزونة كفيلة بمنح هذا المنتخب بأجهزته جميعا ولاعبيه مزيدا من الثبات والتفوق عملا وتعاملا وفكرا ونتاجا، ولأننا ما زلنا في إطار التحضير فجدير بأن نعاود في كل فترة التفكير ورسم الخطوط العريضة لكل ما يخص هذا المنتخب، مستفيدين من تجاربنا السابقة، ولأجل أن يكون هذا المنتخب عنوانا لتفوق سعودي سيتحقق بإذن الله.