المشروع الوطني للاحتراف

فيصل أبو اثنين

TT

الفرق بين الاحتراف والهواية فرق شاسع وكبير، وأصبح العالم المتحضر يعيش باحترافية في كل مناحي الحياة، وهو السبيل الوحيدة لمعرفة الدول المتقدمة ودول العالم الثالث، وفي الجانب الرياضي الذي تحاول حكومتنا دعمه وتنميته للوصول إلى الأهداف المرجوة. ولكن النتائج المحققة لا تتوافق مع الدعم المقدم، وخاصة في كرة القدم التي سيطرت على 95 في المائة من الميزانية الرياضية من خلال عالم الاحتراف الذي بدأ قبل عشرين عاما، وهو مسمى لا يقابله عمل احترافي ولا مخرجات إيجابية للكثير من الأسباب والعوائق التي جعلتنا نرتبط بذلك المسمى لفظا وليس واقعا!! فلو قمنا بعمل مقارنة بسيطة لذلك المفهوم لوجدنا العجب العجاب، والدليل البطولة المدرسية الأخيرة التي قدم فيها شبابنا نتائج رائعة تستحق الشكر والتقدير، على الرغم من غياب الإعداد المناسب والدعم الكافي. ولكن الموهبة والطموح العالي وحب الوطن جعلهم يتفوقون على أنفسهم وظروفهم، ويحققون نتائج رائعة، وعلى النقيض من ذلك، نتائج المنتخب السعودي للشباب الذي تذيل ترتيب مجموعته الخليجية، وهو الذي يعتبر نتاج الأندية السعودية المحترفة!! وهذا يدعونا إلى مراجعة ذلك المسمى الذي يجعلنا نصف أنفسنا بالمحترفين، بينما واقعنا يؤكد أننا ما زلنا في طور الهواية!! فعالم الاحتراف يتطلب وجود أهداف واستراتيجيات متنوعة للعمل على تحقيقها ويتطلب وجود مختصين ومستشارين يعملون على تطبيقها على أرض الواقع، وتفعيل الأدوار الإيجابية مع الجهات الرسمية المختلفة ذات العلاقة، كوزارة التربية والتعليم، والقطاعات العسكرية، والكليات والجامعات، للاستفادة من الكم الهائل والكبير والمعطل من العقول والخامات والمواهب السعودية، التي تنتظر الفرصة لخدمة بلادها ورفع سمعتها بين دول العالم وهذا يحتاج لمشروع وطني ضخم يعيد الرياضة السعودية إلى مكانها الطبيعي ورياديتها للرياضة في القارة الكبرى في العالم، وتفعيل الجوانب الرياضية المعطلة للقضاء على البطالة التي يعاني منها الشباب السعودي بجنسيه، التي تزداد يوما بعد آخر. ولنا في الدول الأخرى القدوة الحسنة، كاليابان التي وضعت خططا وطنية لزيادة عدد الأسرة الرياضية من خمسة ملايين إلى عشرة ملايين فرد، خلال السنوات المقبلة ووضع هدف استراتيجي بتنظيم بطولة كأس العالم فيها ومحاولة تحقيق البطولة!! وهذا الطموح كاف للعمل على تحسين البيئة الرياضية ورفع معنويات العاملين فيها لوجود هدف سامي يعملون بكل إخلاص على تحقيقه!!

بالزاجل

العقوبة المفروضة على لاعبي الشباب بالخصم بنصف مرتباتهم بسبب تأخيرهم لساعات معدودة فيه من الظلم الشيء الكثير، وفيه تعد على حقوق الغير بغير وجه حق، ولا يمثل الاحتراف الحقيقي ولا العدل في الإسلام، ولا أعلم عن تلك العقوبة إلا في الاحتراف السعودي الغريب!!

يقول الخبر إن فريق بايرن ميونيخ الألماني يرفض سفر لاعبه الفرنسي ريبيري للمثول للتحقيق أمام لجنة الاتحاد الفرنسي لأن ذلك فيه تعد على حقوق النادي!! ويقول الخبر برفض لاعبي المنتخب الإنجليزي براون وروبنسون للعب للمنتخب وتفضيل البقاء مع نادييهما!! ماذا سيكون مصيرهم لو كانوا سعوديين!!