(هزازي)... جانٍ أم مجني عليه؟!

هيا الغامدي

TT

بعد قصة مشوقة من الأحداث شبه الواقعية التي طالعتنا الأنباء بها بخصوص عرض نادي إشبيلية الإسباني لنجم الاتحاد نايف هزازي وبعد رحلة شد وجذب مؤيد ومعارض للصفقة ظهرت الحقيقة أخيرا، تلك التي أكدها مدير الكرة بنادي إشبيلية والتي فجر من خلالها المفاجأة بأنه لا صحة للخبر وأوضح ذلك لـ«العربية» وقال إنه ليس لديهم أدنى فكرة عن القحطاني أحمد وكيل أعمال اللاعب!!؟

إلى هنا انتهت القصة المفبركة ولكن لم تنته التساؤلات. وبصراحة أجدني مشدوهةً حائرة كغيري أمام واقع لا يخلو من العبث والضبابية، فمن نصدق بعد ذلك؟! إذا كان أصحاب الشأن ينفون وبشدة، فمن المسؤول عن صياغة الحبكة الدرامية تلك؟!؟ نعم من المسؤول عن حَبك تلك الصفقات الوهمية لنجومنا السعوديين؟؟! فصفقة هزازي لن تكون الأخيرة كما أنها ليست الأولى، فقد سبق أن راجت صفقات مماثلة لنجوم كُثر كالدعيع مع أحد الأندية التركية وياسر القحطاني مع مانشستر سيتي، ونور... ووو، حتى إن هؤلاء اللاعبين أصبحوا بنظرنا جميعا أدوات تحركها أجنحة الخداع والتضليل التي توهم الشارع الرياضي بصفقات وهمية هلامية لا مكان لها سوى قصص الخيال و(حواديت رمضان)!

فإلى متى والشارع الرياضي يضلل بأكاذيب عقود الاحتراف الخارجي مع أندية جميعنا نعلم بمدى الفارق الزمني ما لم يكن الجغرافي للذهنية ما بين لاعبينا ولاعبيهم؟! فعلى من نضحك وعلى من نخفي الحقيقة؟! مؤسف أن ترتدي صفقات نجومنا الدوليين أقنعة مزيفة قوامها الكذب والفبركة، باعتقادي أنها محاولة فاشلة يائسة تهدف من وراء تحركاتها المكشوفة لتسويق أفضل لنجومها لكن ما هكذا تورد الإبل يا هؤلاء!!

غير أن التساؤل الأهم وسط كل هذه المعمعة الضبابية: ما دور اللاعب الضلع الأساسي بقضية يمكن أن يكون فيها الجاني ولربما كان المجني عليه ومن يعلم؟!! ولكن هل يعقل بأن يكون البطل الأساسي في تلك الحبكة الدرامية مجرد (كومبارس).... وآخر من يعلم على طريقة برنامج الصديقة أروى على mbc؟! فهناك من يقحم الإعلام جهلا أو عمدا وأتساءل لماذا يقحم الناقل ويبقى المتسبب الرئيسي حرا طليقا بلا أي تساؤل أو مطالبة بتوضيح أو حتى معاقبة قانونية؟! فالإعلام مجرد (ناقل) وناقل الكفر ليس بكافر!!

فالمسألة برأيي تبقى عائمة وبحاجة لتوضيح حتى لا تتكرر مستقبليا مع أني على قناعة بأنها ستتكرر مرارا وتكرارا ما لم توضع ضوابط أساسية ورسمية بخصوص النشر والتوثيق، فمفترض أنباء كهذه لا تنشر ولا تعتمد كخبر إلا من بعد أن يتزامن وجود وثائق رسمية مصاحبة لها للتأكيد على دلالة مصداقية الخبر، ولكن المضحك بالمسألة تكهنات الكوبري وإقحام العراب بالقضية بلحظة توقعت نفسي أغوص بعالم قصص الخيال وروايات أبطال ألف ليلة وليلة... فكل رمضان ونحن إلى الصدق والوضوح والشفافية أقرب.